الصحيح والمعذرون، يقول السيد مرتضى العسكري: أما رواية سبرة الجهني فالصحيح ما أوردناه عن صحيح مسلم ومسند أحمد وسنن البيهقي (1)، التي يقول فيها: ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أذن لهم بالمتعة وأنه تمتع من امرأة من بني عامر بردائه وكان معها ثلاثا، ثم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من كان عنده شئ من هذه النساء فليخل سبيلها. اي ان رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرهم بفراق النسوة اللاتي تمتعوا بهن، استعدادا للرحيل من مكة، ثم جاء المعذرون للخليفة عمر فحرفوا لفظ الرواية من (ليخل سبيلها) إلى (أنها حرام من يومكم هذا إلى يوم القيامة) وما شابهها من ألفاظ تدل على تأبيد الحرمة منذ يوم فتح مكة، ولما كانت هذه الرواية تناقض روايات أخرى نصت على أن التحريم كان قبل فتح مكة، وبما أنهم التزموا صحة جميع الروايات المتناقضات، اضطروا إلى أن يخترعوا جوابا لهذا التناقض فنسبوا إلى التشريع الإسلامي ما هو منه براء، فنسبوا تكرار النسخ في هذه الواقعة (2).
(١٠٤)