الحج والعمرة في الكتاب والسنة - محمد الريشهري - الصفحة ٢٧٦
معينين بل يجب على المسلمين، في كل زمان ومكان - حيثما تقتضي الضرورة - إعلان براءتهم الفردية والجماعية من المشركين. ولا مراء أنه إذا حدد ولي أمر المسلمين زمانا ومكانا وأسلوبا معينا لأداء هذه الفريضة فإن إطاعة ولي الأمر هنا تكون واجبة.
بيد أن المسألة المهمة هي: أي مكان وأي زمان أنسب وأجدر لإظهار مسلمي العالم براءتهم العامة من المشركين؟ يمكن القول إن بيت التوحيد هو المكان الأنسب، وإن موسم الحج خير زمان لإظهار مسلمي العالم براءتهم من الشرك والمشركين. يقول الإمام الخميني - رضوان الله تعالى عليه - في هذا السياق:
" أي بيت أجدر من الكعبة وبيت الأمن (1) والطهر (2) والناس (3) لمجانبة العدوان والظلم والاستغلال والاسترقاق والضعة واللا إنسانية، في القول والعمل، ولتجديد ميثاق (ألست بربكم) (4)، ولتحطيم الآلهة والأرباب المتفرقين (5)، ولإحياء واستذكار أهم وأعظم حركة سياسية للنبي (صلى الله عليه وآله) في (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر) (6)؛ ذلك أن سنة النبي (صلى الله عليه وآله) وإعلان البراءة لا تبلى. وليس إعلان البراءة مقصورا على أيام ومراسم بعينها، بل ينبغي على المسلمين أن يملأوا آفاق العالم كلها بمحبة ذات الله وبعشقه، وبالنفرة والبغض العملي لأعداء الله...

(1) راجع البقرة: 125.
(2) راجع الحج: 26.
(3) راجع آل عمران: 96.
(4) راجع الأعراف: 172.
(5) راجع يوسف: 39.
(6) (... أن الله بريء من المشركين ورسوله)، التوبة: 3.
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»
الفهرست