وودع ما سواه بطواف الوداع.
وصف روحك وسرك للقاء الله يوم تلقاه بوقوفك على الصفا.
وكن ذا مروة من الله تقيا (1) أوصافك عند المروة، واستقم على شروط حجك هذا ووفاء عهدك الذي عاهدت به مع ربك وأوجبته إلى يوم القيامة (2).
724 - السيد عبد الله سبط المحدث الجزائري في " شرح النخبة ": وجدت في عدة مواضع، أوثقها بخط بعض المشايخ الذين عاصرناهم مرسلا، أنه لما رجع مولانا زين العابدين (عليه السلام) من الحج استقبله الشبلي، فقال (عليه السلام) له: حججت يا شبلي؟ قال: نعم يا ابن رسول الله، فقال (عليه السلام): أنزلت الميقات، وتجردت عن مخيط الثياب، واغتسلت؟ قال: نعم، قال: فحين نزلت الميقات نويت أنك خلعت ثوب المعصية ولبست ثوب الطاعة؟ قال: لا، قال: فحين تجردت عن مخيط ثيابك نويت أنك تجردت من الرياء والنفاق والدخول في الشبهات؟ قال: لا، قال: فحين اغتسلت نويت أنك اغتسلت من الخطايا والذنوب؟ قال: لا، قال: فما نزلت الميقات، ولا تجردت عن مخيط الثياب، ولا اغتسلت!
ثم قال: تنظفت، وأحرمت، وعقدت بالحج؟ قال: نعم، قال: فحين تنظفت وأحرمت وعقدت الحج نويت أنك تنظفت بنورة التوبة الخالصة لله تعالى؟ قال: لا، قال: فحين أحرمت نويت أنك حرمت على نفسك كل محرم حرمه الله عز وجل؟ قال: لا، قال: فحين عقدت الحج نويت أنك قد حللت كل عقد لغير الله؟ قال: لا، قال له (عليه السلام): ما تنظفت، ولا أحرمت، ولا عقدت الحج!
قال له: أدخلت الميقات، وصليت ركعتي الإحرام، ولبيت؟ قال: نعم،