نتائج الأفكار ، الأول - السيد الگلپايگاني - الصفحة ٥٢
على التيمم غالبا من غير أن يترتب عليه مفسدة هذا. 1 لكن لا وقع لهذا الاشكال بعد ما قررناه من أن مقتضى كون التقية دين الإمام ودين آبائه عليهم السلام هو أن يكون الوضوء بهذا الماء النجس من الدين ووظيفة شرعية إلهية لمن كان في معرض التقية فيترتب على وضوئه كل الآثار المختلفة المترتبة على الوضوء بالماء الطاهر الواقعي للمختار سواء في ذلك الأحكام التكليفية والوضعية، لا التكليفية وحدها، وعلى هذا فلا اشكال أصلا.
ويؤيد ما ذكرناه من ترتب مطلق الأحكام والآثار، حكمهم بكفاية الصلاة مع الوضوء نكسا عند التقية وأنه لا حاجة إلى قضاءها بعد ذلك، فإن هذا كاشف عن حصول الطهارة به التي هي حكم من الأحكام الوضعية، وإلا فلا صلاة بلا طهور.
وبهذا البيان يجمع بين نجاسة الماء، وجواز الوضوء منه، وعدم لزوم تنبيه الإمام الشيعة أو السائلين على كونه متنجسا بالملاقات، ومحصل الكلام أن أمره عليه السلام بالوضوء منه كان للتقية هذا.
لكن مع ذلك كله فهنا احتمال آخر أيضا غير الحمل على التقية وهو العفو عن النجاسة عند الضرورة فيكون قوله عليه السلام: (إلا أن يضطر إليه) يراد به إن الوضوء من هذا الماء النجس لدى الاضطرار وعند الابتلاء به جائز، وقد عفى عن هذه النجاسة في هذه الحالة، وقد مال المحقق الهمداني أيضا إليه في آخر كلامه فراجع.
وعلى الجملة فهذه الأخبار الشريفة وغيرها مما لم نتعرض لها 2 تدل على

١. مصابح الفقيه كتاب الطهارة ص ٥٦١ ٢. أقول مثل ما رواه العلامة في التذكرة ص ٨ والشهيد في الذكرى ص ١٣ عن النبي صلى الله عليه و آله وقد سئل أنا بأرض قوم أهل كتاب نأكل من آنيتهم: لا تأكلوا فيها إلا أن لا تجدوا غيرها فاغسلوها ثم كلوا فيها. وقال العلامة أعلى الله مقامه في نهاية الإحكام ج ١ ص ٢٧٣ عند ذكر النجاسات: العاشر: الكافر نجس العين عند علمائنا كافة لقوله تعالى: " إنما المشركون نجس " و " كذلك يجعل الله "... ولأن أبا ثعلبة قال: قلت يا رسول الله إنا بأرض أهل الكتاب أفنأكل في آنيتهم؟ قال عليه السلام: إن وجدتهم غيرها فلا تأكلوا فيها، وإن لم تجدوا غيرها فاغسلوها و كلوا فيها، وقال عليه السلام: المؤمن ليس ينجس، والتعليق على الوصف المناسب يشعر بالعلية الخ.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 55 56 57 58 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كلمة المؤلف 3
2 تقريظ سيدنا الأستاذ دام ظله 9
3 من جملة النجاسات الكافر، والاستدلال بالآية 11
4 ما هو المراد من النجس 23
5 نكتة شريفة 30
6 ما هو المراد من المسجد الحرام 32
7 حول معارضة آية الطعام 34
8 الاستدلال بآية الرجس 37
9 الأخبار الدالة على نجاسة الكفار 39
10 اشكال الهمداني والجواب عنه 51
11 الكلام حول الاجماع على النجاسة 55
12 تذنيب البحث 66
13 أدلة القائلين بطهارة أهل الكتاب 69
14 الاستدلال بالكتاب على طهارتهم 70
15 مع صاحب المنار 71
16 الطعام في السنة 73
17 هل الطعام بمعنى الاطعام 79
18 الاخبار التي تمسك بها القائلون بالطهارة 80
19 كلمة حول الرأي المختار 94
20 كلمة من بعض الاجلاء 95
21 الكلام حول نجاسة أولاد الكفار 99
22 الاخبار المعارضة 106
23 الكلام في استصحاب النجاسة 110
24 الكلام في السيرة 114
25 مسألة في أولادهم من السفاح 116
26 كلمة حول التبعية 118
27 مسألة بالنسبة إلى ولد الكافر، المجنون 119
28 بحث في المسبي 123
29 فرعان يكثر الابتلاء بهما 126
30 تنبيه 131
31 كلمة أخرى حول التبعية 132
32 الكلام في حكم اللقيط 134
33 حكم اجزاء الكافر التي لا تحله الحياة 137
34 حول معنى الكفر والاسلام 143
35 كلمة أخرى حول الكفر 150
36 حول انكار الضروري 159
37 كلمة في معيار الضروري 179
38 الكلام في الارتداد واحكام المرتد 181
39 كلمة في ولد المرتد 183
40 كلمة حول المنافقين 185
41 الكلام حول كفر الخوارج والنواصب 189
42 الكلام حول الغلاة 197
43 البحث حول المجسمة 205
44 الكلام حول المجبرة 215
45 الكلام حول المفوضة 221
46 تذنيب يناسب المقام 226
47 الكلام حول المخالفين 229