والأباطيل الكاسدة، كيف وهي خلاف الحس والوجدان واستخفاف بشموخ مقام الانسان بجعله آلة بلا إرادة وإن قال بها بعض الجهلة المتعصبون، حتى أني قد رأيت في بعض الكتب المعدة في هذا الموضوع عند بيان عقيدتهم، التصريح بكون الانسان كالحجر. 1 وغير خفي إن هذا النوع من الجبر مستلزم لانكار كل ما جاء به الشرع، و ابطال أصل الشرعيات والنبوات، وانزال الكتب، وارسال الرسل، وخلق الجنة والنار، ولم يبق معه مورد ومجال للوعد والوعيد، ومدح الصلحاء والأبرار، وذم الفسقة والأشرار، وعليه يلزم أيضا أن يكون بعث السفراء العظام وانزال الصحف السماوية الكرام لغوا لا فائدة فيه أصلا، وكذلك يلزم أن يكون خلق الجنة والنار عبثا غير ناتج شيئا، حيث إنه بناءا على ذلك لم يتحقق فعل خير إلا بيد الله لا باختيار الانسان فكيف يدخل الجنة ولماذا؟ وهكذا لم تقع على ذلك معصية وخطيئة بإرادة العبد، بل الذنوب والمعاصي كلها صادرة عن الله، فلماذا يعاقب العبد؟ وهل هو إلا العقاب على ما لم يفعله الذي هو قبيح بالضرورة العقلية؟
ولا شك في أن هذا القسم من الجبر كفر وموجب للنجاسة بل هو من أعظم أنواع الكفر وأشده لاستلزامه كما ذكرنا تكذيب الأنبياء جميعا وانكار الكتب كلها وغير ذلك من التوالي الفاسدة، واللوازم الباطلة، التي لا يمكن للمسلم الالتزام بها أبدا.
وكيف يمكن أن يقال إن شمرا لعنه الله لم يقتل الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام باختياره وإرادته بل كان قتله وقتل غيره من الأسرة الطاهرة النبوية و