قوله منافيا للتوحيد بمراتبه الأربعة ولم يكن هو بنفسه ملتزما بالتوالي الفاسدة، و اثبات كفره يحتاج إلى دليل خاص وهو غير موجود في المقام.
نعم ورد عن مولانا الرضا عليه السلام: من قال بالتشبيه والجبر فهو كافر مشرك ونحن منه برءاء في الدنيا والآخرة. 1 لكن يرد عليه.
أولا: إن الرواية ضعيفة. 2 وثانيا: إن المراد من التشبيه القول بأن الله تعالى في جهة الفوق ويمكن أن يرى، وغير ذلك من خصوصيات الجسم الحقيقي ومزاياه، وقد عدل العلماء عن الاستدلال بها حتى في التجسم بالحقيقة واستدلوا بلزوم التركيب والحدوث والمكان مثلا وليس هذا إلا لضعفها فلذا لا يمكن التمسك بها في اثبات كفر من قال بأن الله جسم لا كالأجسام ولو لم يلتفت إلى لوازمه أو أنه أنكرها بعد أن ثبت اسلامه باقراره بالشهادتين، بل يحمل الكفر في الرواية على ما يقابل الايمان لا الاسلام، ولا دليل آخر على كفره.
اللهم إلا أن يكون المسألة مجمعا عليها ولو بين الإمامية.
والحاصل: أن التجسم من الصفات السلبية وهي صفات يحب الاعتقاد بنزاهة ساحة قدس الله تعالى وبرائته عنها ومن المعلوم أن من أنكر واحدة منها غفلة عن لوازمها وآثارها ليس بكافر خصوصا مع لحاظ بعد هذه المطالب عن مستوى عقول العامة وافق أفكارهم.
ألا ترى أنه إذا قيل لواحد منهم إن الله عالم. يتخيل أن علمه تعالى كعلمنا زائد على الذات مع أن علمه عين ذاته فهو لا يتصور ولا يتعقل اتحاد العلم مع