حديث أنه قال: لا تغتسل من غسالة ماء الحمام فإنه يغتسل فيه من الزنا ويغتسل فيه ولد الزنا والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم. 1 ومنها موثقة عبد الله بن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه السلام في حديث قال: وإياك أن تغتسل من غسالة الحمام ففيها تجتمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم فإن الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقا أنجس من الكلب وأن الناصب لنا أهل البيت لأنجس منه. 2 نعم أورد بعض على الاستدلال بهذه الروايات مناقشات بعضها راجع إلى السند، وبعضها إلى الدلالة.
أما الأول: فهو أن تلك الأخبار مرسلة، أو ضعيفة السند، فكيف يعتمد عليها ويستدل بها؟
وفيه أنها وإن كانت كذلك لكنها منجبرة بعمل الأصحاب فإن عملهم على طبقها وإن لم يكونوا يستندون إليها، هذا مضافا إلى أن بعضها كرواية ابن أبي يعفور موثقة.
وأما الثاني: أي ما هو راجع إلى دلالتها فأمور:
منها ذكر ولد الزنا في بعض هذه الروايات مع الناصب وقرينا له، وهذا يشهد بأن الناصب ليس نجسا اصطلاحيا، لأن ولد الزنا لم يحكم بنجاسته قطعا، بل المراد من نجاسته الخباثة الذاتية.
وفيه أنه لا يرفع اليد عن ظاهر ما دل على النجاسة بمجرد خروج مورد عنه المعلوم خروجه بالقرائن الخارجية.
ومنها أنه كيف يمكن الحكم بكفرهم مع أنه ثبت وتحقق معاشرة