أصحاب الأئمة ومخالطتهم لهم طيلة أعوام كثيرة بل ومعاشرة الأئمة عليهم السلام بأنفسهم معهم وعدم تحرزهم عنهم كما هو ظاهر جدا لمن سبر الأخبار وراجع التواريخ والآثار.
لا يقال: إن هذه الأمور صحيحة غير قابلة للانكار إلا أنها كانت لأجل التقية.
لأنا نقول: الحمل على التقية على مر العصور الكثيرة والأزمان الطويلة بعيد جدا لا سيما بالنسبة إلى النبي صلى الله عليه وآله فإنه كان يجالس سواد الناس وعامتهم ويعاشرهم، مع أنه كان فيهم من كان يبغض عليا عليه السلام كبغض زوجاته ونسائه، ألم يكن من الواضحات المسلمات أن عايشة كانت مبغضة له عليه السلام شديدا؟ بل وكانت تظهر بغضها له وتعلن ذلك خصوصا بعد قضية الإفك ومع ذلك فقد نقل اغتسال النبي معها في إناء واحد وعلى الجملة فبقي الاشكال - أي اشكال معاشرة الأئمة وأصحابهم مع النواصب مثلا - بحاله.
وأجاب عنه علم التقى شيخنا المرتضى قدس سره الشريف بأن الحكم بنجاسة الناصب يمكن أن يكون مثل كثير من الأحكام قد انتشر في زمن الصادقين عليهما السلام بعد ما لم يكن ظاهرا إلى زمانهما، وكان مخزونا في خزانة علوم الأئمة الطاهرين المعصومين وحيث إن المسلمين لم يكونوا عالمين بكفرهم فكانوا يعاملون معاملة الطهارة، هذا بالنسبة إلى الأصحاب وأما بالنسبة إلى النبي والأئمة فمخالطتهم ومعاشرتهم مع هؤلاء النواصب بحيث يكشف عن طهارتهم فغير ثابتة ولم يعلم ذلك أصلا.
ولنا عن الاشكال المزبور جواب آخر ولعله أظهر مما أفاده قدس سره.
تحقيقه إن عداوة المبغضين لأمير المؤمنين عليه السلام على قسمين: