أو أكثرهم فيدخل في هذا العنوان: الدهرية والمجوس واليهود والنصارى و غيرهم بواحد من معانيه ونواحيه.
وإن شئت فقل إنه وإن أطلق المشرك لكنه أريد منه الكافر مطلقا وإن لم يطلق عليه المشرك اصطلاحا.
ويؤيد ذلك قوله تعالى: " إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما " 1 فقد صرح بأنه لا يغفر كبيرة الشرك، فهل ترى من نفسك أن لا يغفر الله لمن أشرك به وجعل له ندا و نظيرا ولكنه سبحانه يغفر من أنكر أصل وجوده تعالى ولم يعتقد بالصانع والخالق كالدهرية الذين يقولون: " ما هي إلا حياتنا الدنيا " 2؟ فهو أيضا كمن أشرك بالله ولذا لا نتمسك هنا بالأولوية على ما تمسك به البعض، فلعلها مستهجنة بل نقول: إن المراد من الشرك هو مطلق الكفر ويكون هو اسما واصطلاحا لجميع أصنافه، وعنوانا مشيرا إليها، كما يظهر ذلك من التأمل في سياق الآية الكريمة حيث وقعت في ذيل الخطاب بأهل الكتاب، قال الله تعالى: " يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا إن الله لا يغفر أن يشرك به... " والحاصل: أن الكفر ذنب لا يغفر أي صنف من أصنافه كان، ومطلق الكفر على اختلاف اشكاله ومجرد التدين بغير دين الله شرك، ويترتب عليه أحكامه فتارة يحكم على المتصف به بالنجاسة وأخرى بمنع دخول المساجد وثالثة