جعفر عليه السلام رجل محصور عظيم البطن فجلس معه على سريره فحياه و رحب به فلما قام قال: هذا من الخوارج كما هو قال: قلت: مشرك فقال: مشرك والله مشرك. 1 ترى أن الإمام أبا جعفر عليه السلام أطلق المشرك على هذا الذي كان من الخوارج مع أنهم مؤمنون بالله يوحدونه ولا يشركون به شيئا بظاهر حالهم و مقالاتهم ولا يعتقدون في الله شيئا يخالف عقيدتنا بل شعار هم الخاص بهم الذي قالوا تجاه أمير المؤمنين علي عليه السلام مخاطبين له: لا حكم إلا لله، هذا.
ولكن الانصاف أنه على فرض كون الشرك والكفر شيئين وإن الأول أخص من الثاني فمجرد اطلاق المشرك على الكافر في بعض الموارد لا يوجب ولا يقتضي ظهور الآية الكريمة أيضا في ذلك.
اللهم إلا أن يقال باستفادة ذلك بمناسبة الحكم والموضوع، فإن العرف إذا سمع قول الله تعالى: إنما المشركون نجس، وقوله تعالى: وقاتلوا المشركين كافة، يفهم بارتكازه إن ما هو المناط في نجاستهم هو الكفر وإن الملاك في وجوب مقاتلهم ذلك أيضا فحيثما وجد وتحقق هذا المعيار أعني الكفر يترتب عليه حكم النجاسة ووجوب المقاتلة، ولا يفهم أن هذين الحكمين اختصا بالمشرك بمعناه الخاص وإلا لكان منكر المبدأ خارجا عنه، وعلى الجملة فالعرف لا يرى له خصوصية أصلا بل يفهم إن الكافر نجس ويجب مقاتلته وإن هذين الحكمين وكذا غيرهما من الأحكام تجري على كل فرد من أفراد الكافر.
نعم قد يحكم الشارع بحكم خاص على صنف خاص من الكفار دون غيره لمصالح خاصة نظير وجوب القتل المختص بالكافر الحربي دون غيره لأن حفظ المملكة الاسلامية وكيان المسلمين واعلاء كلمتهم وسياسة النظام وتدبير