اللَّه عليه وآله وسلّم بثلاثين بيتاً من الشعر، فقال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم:
اللهم اني لا أحسن الشعر ولكن العن عمرو بن العاص بكل بيت لعنة، ثم انطلقت إلى النجاشي بما علمت وعملت، فأكذبك اللَّه وردّك خائباً، فأنت عدو بني هاشم في الجاهلية والإسلام، فلم نلمك على بغضك.
وأما أنت يا ابن أبي معيط، فكيف ألومك على سبك لعلي، وقد جلد ظهرك في الخمر ثمانين سوطاً، وقتل أباك صبراً بأمر جدي، وقتله جدي بأمر ربي ولما قدمه للقتل قال: من للصبية يا محمّد؟ فقال: لهم النار، فلم يكن لكم عند النبي إلّا النار ولم يكن لكم عند علي غير السيف والسوط.
وأما أنت يا عتبة، فكيف تعد أحدنا بالقتل؟ لم لا قتلت الذي وجدته في فراشك مضاجعاً لزوجتك ثم أمسكتها بعد أن بغت؟
وأما أنت يا أعور ثقيف، ففي أي ثلاث تسب علياً، أفي بعده من رسول اللَّه أم في حكم جائر أم في رغبة في الدنيا؟ فان قلت شيئاً من ذلك فقد كذبت وأكذبك الناس، وان زعمت أن علياً قتل عثمان فقد كذبت وأكذبك الناس، وأما وعيدك فإنما مثلك كمثل بعوضة وقفت على نخلة فقالت لها: استمسكي فاني أريد أن أطير، فقالت لها النخلة: ما علمت بوقوفك فكيف يشق علي طيرانك، وأنت فما شعرنا بعداوتك فكيف يشق علينا سبك؟ ثم نفض ثيابه وقام.
فقال لهم معاوية: ألم أقل لكم أنكم لا تنتصفون منه، فواللَّه لقد أظلم علي البيت حتى قام، فليس فيكم بعد اليوم خيرٌ «1».