الأسنان لوجودها بعد الفطام، وأما الظفر فمنا قضتهم فيه ظاهرة ويمكن الجواب عن تصحيح هذا الكلام بأن نقول المعتبر في المنوية البياض مطلقا وأما أنها لا تعود إذا زالت فالمراد الأكثر منها كذلك ثم نقول إنما تأخرت الأسنان عن الولادة لعدم الحاجة إليها ومن ثم لم تنبت حتى يأتي وقت الغذاء المحتاج إليها فيه ونقول إن فضلاتها كانت متهيئة لكن لصلابتها وضعف العصب لم تستطع حينئذ وهذا التعليل لنا وهو عقلي بخلاف الأول. وأما الظفر فأقول إن العلة في عوده كلما زال قرب مادته من العظام فتدفعها بالتوليد كالفضلة للمشا كلة بينهما. وأما الجلد فهو منوى إجماعا وما يشاهد من عود ما يقطع منه ليس بعود في الحقيقة وإنما تلتقى أطرافه فتلحمها الحرارة ولو كان خلقة جديدة لزال أثر القطع وأما الشعر فليس منويا وخروجه قبل الولادة من الدم المتغذى به وفيه الاخلاط كلها كما علمت ولو كان منويا الخلق قبل نفخ الروح والحال أنه لا ينبت قبل الشهر الخامس كما علم من السقط والوحام فهذا تحرير القول فيها [تكملة] من الأعضاء البسيطة غير المنوية اللحم وهو يتخلق من الدم المتين وتعقده الحرارة ومن ثم يرتخى في الكبر حين تبرد وفائدته ستر العظام وحفظ حرارتها لئلا تصلب وتجف وعندي أن هذه علة عدم وجدانه على قصبة الساق لتصلب وتجف وإلا لكان الاقيس ستره به. ومن فوائده سد فرج الأعضاء وخللها ومنها السمن وهو رخو يتولد عن المائية ويعقده الحر المعتدل ومنها الشحم والدهن ومادتهما كثير مائية وقيل دم رقيق والعاقد لهما البرد ويحللهما الحركما يشاهد في الخارج وفائدتهما حقن الحرارة والترطيب والجلد يجمع ذلك ويحفظه ويوصله الحس بما فيه من لين العصب ومنها الشعر وهو من بخار دخاني دفعته الحرارة المعتدلة إلى خارج حيث لا مانع وهو إما للزينة كشعور النساء أو للمنافع خاصة مثل إخراج البخار والكريه من العفونات كشعر العانة أولهما معا كالهدب والحاجب وبطء نباته إما لشدة البرد فيحبس البخار أو لفرط الحر فينحل قبل انعقاده * (القول في باقي الأعضاء البسيطة) * المنوية التي وعدنا بها وهى أربعة [العصب] وهو قسمان أحدهما ينبت من الدماغ بالذات ابتداء وهذا القسم سبعة أزواج لان العصب جميعه كما ينبت يكون أزواجا كل زوج ينقسم إلى فردين كل فرد ينحدر من جانب فالزوج الأول من السبعة المذكورة ينبت من بين بطني الدماغ المقدم والوسط حتى يحاذى زائدتى الشم فيتقاطع كالصليب فينبت الأيمن في الحدقة اليسرى والآخر بالعكس ويتسع طرفه مستديرا وهى ثقبة العنبية وفيها الروح الباصرة وتقاطعا ليكون المؤدى واحدا والقوة أقوى وليرجع البصر عند تلف إحدى العينين إلى الأخرى وأنكر بعض التقاطع والأصح وجوده كرؤية الأحوال الواحد اثنين عند ارتفاع الحدقة (وثانيها) زوج أدخل منه يصل إلى المقلة لإفادة الحس ونحو وأقله ينزل إلى الفك الاعلى فينتهى هناك (وثالثها) من مشترك البطنين يتوزع إلى ذاهب في الوجه ونازل يفنى في الحجاب ويتفرق في الصدغين والساق وعظام الوجه منه ما يفنى في الأسنان ومنه في اللسان ومنه في وسط الفم ورابع من هذه الاجزاء يزاحم ما ذكر ويخالط الرابع والخامس (ورابعها) من مؤخر الثالث يتوزع في الحنك وبه معظم الذوق (وخامسها) عصب مضاعف كل فرد منه يصيرزوجا وكل زوج ينقسم حينئذ قسمين يتقاطع أحدهما على سطح الصماخ ناشئا في الفرجة يكون السمع بقرع الهواء له والآخر يستبطن الثقب الحجري المعروف بالأعور ثم يخلص إلى عضو في الصدغين ويخالط الرابع ومن ثم إذا تعطل اللسان تعطل السمع. فان قيل لم قلت أعصاب البصر دون غيرها قلنا لئلا تزاحم فرجة الثقبة فتكدر الروح * (نكتة) * قال الشيخ خص البصر بالخامس لأنه أصلب لنباته مما يلي القاعدة وآلة السمع تحتاج إلى الصلابة أكثر من غيرها لمقاومة الهواء.
(٧٤)