لضعف الحرارة وفرط الرطوبة الغريبة وتخلخل المنابت ولذلك لم يقم ما ينبت منها قرب المائة للضعف وعوضت عنها الطيور المناسر لكثرة تخلخل أبدانها بالهواء فاستطالت المادة وعدمت من الفك الاعلى في نحو الجمل لعدم القوة التي عوضوا عنها صلابة الفك وكونه كالشوك فهذا تلخيص ما يتعلق بالرأس من حيث العظام (وثانيها الصلب) وهو من الرأس إلى سبع فقرات يسمى العنق ومنها إلى اثنى عشر الظهر وهذه الاثنا عشر منها سبعة عليا هي الصدر وخمسة تحتها هي نفس الظهر ومنها إلى ستة هي القطن والعجز وما تحتها العصعص وهو أيضا ستة فهذه جملة الفقرات وأصغرها العنق ويليه العصعص وأكبرها ما بين ذلك وقد ركب الرأس في الأولى بزائدتين في نقرتين تدخل الواحدة في النقرة إلى الحركة إليها وترفع الأخرى وأما حركته إلى قدام وخلف فستأتى في الأعصاب والفقرة الثانية والثالثة من فقرات العنق يتصلان بالكتف وقد ركب فيهما بزيادة رقيقة عند النقرة ثم تتسع كمثلث زاوية سطح الكتف وتقعير الإبط ويتصل بمحدبه عظم الترقوة اللاصق طرفه بالقص وقد تقصر للاخلاط كالعنق والحفظ من الآفة ودخل في نقرة صغيرة من زائد الكتف فاستدار شكل الكتف محروسا بالزاوية المذكورة وأما فقرات الصدر السبعة فقد نظمت الأضلاع بالسبعة المتصلة بالقص والعظم المعروف بالحنجرة وقد تحدب من خارج ليتسع القلب وما معه من آلات النفس وقد استدارت للحفظ وكانت عظاما للتقوى واتصلت بغضاريف لتلين عند شدة الحاجة إلى النفس وتحت هذه السبعة خمسة أضلاع يقصر بعضهاعن بعض إذ لو استدارت لمنعت البطن عن اتساع للحمل والغذاء فإنه كثيف زائد الكمية محتاج إلى مطاوعة ومن ثم يكفي زمنا طويلا بخلاف الهواء لا ستحالته ولطفه وتحت هذه الخمسة الفقرة الوسطى لها أربعة أجنحة تسمى السناسن وزائدتان بين الأضلاع لتوثيق الصلب وما تحتها أصلب وأصغر تدريجا إلى العصعص (وثالثها تشريح اليد) قد عرفت التصاق الترقوة بأصل الكتف والكتف بالفقرة فاعلم أنه لما تسلسلت الفقرات على النظم السابق وركب الرأس عليها عضد بعظم مثلث محدب إلى الظاهر يماس الترقوة والفقرات بالزوائد المذكورة وجعل رأسه زائدتين تسميان الأخرم وأبقراط يسميها منقار الغراب وبينهما نقرة مستديرة قد دخل فيها رأس العضد بتقعير إلى الداخل وقد أحاطت بهذه التراكيب أربطة وعضل على وجه لا تمنعه الحركة إلى الجهات الأربع ورأسه الآخر فيه زائدتان نحوا من الكتف لكنها أظهر لقلة العضل هناك وقد دخل فيها الساعد ويسمى هذا التركيب السينى لأنه كالسين اليونانية والساعد عظمان الأسفل منهما أصلب فلذلك علا عن العضل وخف لئلا يثقل عن الحركة والأعلى مستور بها وينتهى رأسهما متحدين بنقرة قد دخلت فيها بعضل الكف وعظما الساعد يسميان الزندين وبينهما المشط أربعة مسلسلة اتحد أعلاها حتى تركب في نقرتى الزندين وبين هذه العظام من الأعلى زوائد أربع للتوثيق وكل عظم منها ينتهى إلى الأصابع والأصابع كل واحدة من ثلاث سلاميات أعظمها السوافل وأدقها الأواخر لتخف ويحسن ضبطها وعضدت بالظفر للحفظ ولقط الأجسام الصغار قالوا ولو كانت أكثر من ثلاث لوهنت أو أقل لعسرت حركتها وتقصرت من داخل لتتسع اليد واختلفت في الطول لتنتظم وامتلأت باللحم لئلا تتأذى بقبض الأشياء الصلبة وخلت عنه من خارج لتكون خفيفة والابهام دون الكل من عظمين خاصة فلذلك عظما للقدرة والمقاومة وركز عظمها الأسفل المقاوم للمشط في نقرة من الزند الاعلى (ورابعها تشريح الرجل) وهى في غالب أحوالها كاليد إلا في مواضع يسيرة نقتصر عليها خوفامن التطويل وحذرا من
(٧٢)