تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٧٢
لضعف الحرارة وفرط الرطوبة الغريبة وتخلخل المنابت ولذلك لم يقم ما ينبت منها قرب المائة للضعف وعوضت عنها الطيور المناسر لكثرة تخلخل أبدانها بالهواء فاستطالت المادة وعدمت من الفك الاعلى في نحو الجمل لعدم القوة التي عوضوا عنها صلابة الفك وكونه كالشوك فهذا تلخيص ما يتعلق بالرأس من حيث العظام (وثانيها الصلب) وهو من الرأس إلى سبع فقرات يسمى العنق ومنها إلى اثنى عشر الظهر وهذه الاثنا عشر منها سبعة عليا هي الصدر وخمسة تحتها هي نفس الظهر ومنها إلى ستة هي القطن والعجز وما تحتها العصعص وهو أيضا ستة فهذه جملة الفقرات وأصغرها العنق ويليه العصعص وأكبرها ما بين ذلك وقد ركب الرأس في الأولى بزائدتين في نقرتين تدخل الواحدة في النقرة إلى الحركة إليها وترفع الأخرى وأما حركته إلى قدام وخلف فستأتى في الأعصاب والفقرة الثانية والثالثة من فقرات العنق يتصلان بالكتف وقد ركب فيهما بزيادة رقيقة عند النقرة ثم تتسع كمثلث زاوية سطح الكتف وتقعير الإبط ويتصل بمحدبه عظم الترقوة اللاصق طرفه بالقص وقد تقصر للاخلاط كالعنق والحفظ من الآفة ودخل في نقرة صغيرة من زائد الكتف فاستدار شكل الكتف محروسا بالزاوية المذكورة وأما فقرات الصدر السبعة فقد نظمت الأضلاع بالسبعة المتصلة بالقص والعظم المعروف بالحنجرة وقد تحدب من خارج ليتسع القلب وما معه من آلات النفس وقد استدارت للحفظ وكانت عظاما للتقوى واتصلت بغضاريف لتلين عند شدة الحاجة إلى النفس وتحت هذه السبعة خمسة أضلاع يقصر بعضهاعن بعض إذ لو استدارت لمنعت البطن عن اتساع للحمل والغذاء فإنه كثيف زائد الكمية محتاج إلى مطاوعة ومن ثم يكفي زمنا طويلا بخلاف الهواء لا ستحالته ولطفه وتحت هذه الخمسة الفقرة الوسطى لها أربعة أجنحة تسمى السناسن وزائدتان بين الأضلاع لتوثيق الصلب وما تحتها أصلب وأصغر تدريجا إلى العصعص (وثالثها تشريح اليد) قد عرفت التصاق الترقوة بأصل الكتف والكتف بالفقرة فاعلم أنه لما تسلسلت الفقرات على النظم السابق وركب الرأس عليها عضد بعظم مثلث محدب إلى الظاهر يماس الترقوة والفقرات بالزوائد المذكورة وجعل رأسه زائدتين تسميان الأخرم وأبقراط يسميها منقار الغراب وبينهما نقرة مستديرة قد دخل فيها رأس العضد بتقعير إلى الداخل وقد أحاطت بهذه التراكيب أربطة وعضل على وجه لا تمنعه الحركة إلى الجهات الأربع ورأسه الآخر فيه زائدتان نحوا من الكتف لكنها أظهر لقلة العضل هناك وقد دخل فيها الساعد ويسمى هذا التركيب السينى لأنه كالسين اليونانية والساعد عظمان الأسفل منهما أصلب فلذلك علا عن العضل وخف لئلا يثقل عن الحركة والأعلى مستور بها وينتهى رأسهما متحدين بنقرة قد دخلت فيها بعضل الكف وعظما الساعد يسميان الزندين وبينهما المشط أربعة مسلسلة اتحد أعلاها حتى تركب في نقرتى الزندين وبين هذه العظام من الأعلى زوائد أربع للتوثيق وكل عظم منها ينتهى إلى الأصابع والأصابع كل واحدة من ثلاث سلاميات أعظمها السوافل وأدقها الأواخر لتخف ويحسن ضبطها وعضدت بالظفر للحفظ ولقط الأجسام الصغار قالوا ولو كانت أكثر من ثلاث لوهنت أو أقل لعسرت حركتها وتقصرت من داخل لتتسع اليد واختلفت في الطول لتنتظم وامتلأت باللحم لئلا تتأذى بقبض الأشياء الصلبة وخلت عنه من خارج لتكون خفيفة والابهام دون الكل من عظمين خاصة فلذلك عظما للقدرة والمقاومة وركز عظمها الأسفل المقاوم للمشط في نقرة من الزند الاعلى (ورابعها تشريح الرجل) وهى في غالب أحوالها كاليد إلا في مواضع يسيرة نقتصر عليها خوفامن التطويل وحذرا من
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197