البيض وما مر من الأطلية وعصارة ورق الأشجار ودهن السوسن (أو في الادهان) فيزاد الصبر والحضض والمرائر والصندل والكبابة مع ربع أحدها من الكافور مروخا أو في الكحل بالاكتحال بالمرائر والكندر مع ربع أحدها من الكافور وثمنه من المسك وكذا الميعة السائلة بماء اللبلاب أو ورق الزيتون. ثم اعلم أن السموم محصورة في المعادن كالرهج والنبات كقرون السنبل والحيوان كالأفاعي ولكل واحد من هذه تأثير في البدن إذا جهل علم بما يذكر له من الافعال فلنذكر من ذلك ما تيسر إذ لا سبيل إلى الاستقصاء فنقول: لا شك أن نفع الوارد وضرره في البدن بقدر ما بينهما من الملاءمة والمنافرة ولذلك كان الغذاء أشبه باللبن من الدواء وهو من السم إذ هو أبعدها فكان أقتل وعليه يلزم أن يكون المعدن من حيث هو أبعد مطلقا لنقصه عن الحيوان كما تقرر وبه يلزم رجحان نفع مثل المسك على الذهب وفيه إشكال ينشأ من خطر نفع الثاني وضرر الأول ومن أن الغذاء الحاصل من الأول يوجبه ويمكن تسليمه أو الجواب باختلاف الغايات وعليكل حال فالسميات المعدنية أشد ضررا ونكاية وهى حاصلة في كل مالم يتم كالزرنيخ أو تم ثم فسد بعد صلاح كالزنجار وفى كل ما خبثت أركانه أو أحدها كالدهنج والحديد وهذه إذا وردت على البدن حصل عنها سحج لحدتها ولذعتها وتقطيعها ليبسها وسعال لجذب العضل وربما خلطت العقل لسوء البخار وقد تشم رائحة المشروب منها في الخارج ولو نفثا وعرقا وعلاج أمثال هذه بكل دهن ولعاب ولبن للتغرية والتليين والتنقية والتفتيح وكذلك دهن الورد في الزرنيخ والنورة وكذا اللبن وقد يعمل (الزئبق) المصعد بمزيد مغص الاسافل لثقله ونحو (الاسفيداج) ببياض اللسان واسترخاء المفاصل (والشك) بالمعجمة المضمومة يعنى تراب الغار ويسمى الرهج بمزيد القئ والالتهاب وكالأصل الفرع فيكون (الزنجفر) كالزئبق لعدم سمية الكبريت وبقاء عين الصبغ في زئبقه (والمرادسنج) كالنحاس والرصاص بسائر أنواعه من أسرنج وغيره، ويليه (النبات) وأشده بلاء ما تولد في الأرض المعفنة والطلال وخبثت رائحته وقل ورقه وتكرج مثل القطرو قرون السنبل والبيش والجدوار والترمس والسيكران وجوز ماثل وكلها توجب صداعا وعطشا زائدين على ما مر لسرعة انحلالها، وخص (القطر) بالبورق وزيل الحمام وماء الفجل والسيكران بطبيخ التوت الأسود والخمر والحلتيت مطبوخا بالشيرج وحب الغار تحملا وشربا (ومثله البنج والأفيون) لتساويهما في الدرجة وإيجاب السبات والبرد مع ما مر والأفيون بالدار صيني والسذاب والمر والعسل ودهن الورد والشراب العتيق بالسمن والقئ بالشبت (والبنج) بلبن الغار والقئ بالبابونج (ثم الحيوان) أشده في ذلك ضررا وكثرة (الحيات) بأنواعها والائتلاف بها إذا نهشت مطلقا وبالقرن منها والصل والمرقط أكلا أيضا والتراكيل يسيل الدم من نهشها ولا سبيل إلى قطعه وقد اعتنت أهل الصناعة بإفراد أحكامها بالتأليف ولنا في ذلك رسالة مفردة. وحاصل الامر أن الحية إذا نهشت إن كانت خبيثة كالبلوطية والغبراء والبراقة وجب قطع العضو أولا ثم العلاج وإلا فان سال الصديد والرطوبات فالشرط والمص ويجب الاعتناء بالوضعيات أولا إن كان البدن قويا والعقل صحيحا وإلا اعتنى لعلاجه بنحو أقراص الكرسنة المتخذة منها ومن السذاب البرى والمر والحلتيت بالشراب والثوم والترياقات فان ساء التدبير أولا حين انتشر السم فالفصد وإلا خرز وجل ما يعتنى به من الأدوية القلبية ما خص بانعاش الروح كالعنبر والبادزهر والزراوند المدحرج وكذا ملازمة العسل والسمن شربا وقيئا وأكل الكرنب وشرب روث الانسان أنفس مستعمل هنا والضماد بالميعة السائلة والقطران وزبل الحمام والغار مشقوقة مسخنة وكذا القسط وزبل الحمام، ومن أخذ
(٦٠)