تذكرة أولى الألباب - الشيخ داود الأنطاكي - ج ٣ - الصفحة ٦٠
البيض وما مر من الأطلية وعصارة ورق الأشجار ودهن السوسن (أو في الادهان) فيزاد الصبر والحضض والمرائر والصندل والكبابة مع ربع أحدها من الكافور مروخا أو في الكحل بالاكتحال بالمرائر والكندر مع ربع أحدها من الكافور وثمنه من المسك وكذا الميعة السائلة بماء اللبلاب أو ورق الزيتون. ثم اعلم أن السموم محصورة في المعادن كالرهج والنبات كقرون السنبل والحيوان كالأفاعي ولكل واحد من هذه تأثير في البدن إذا جهل علم بما يذكر له من الافعال فلنذكر من ذلك ما تيسر إذ لا سبيل إلى الاستقصاء فنقول: لا شك أن نفع الوارد وضرره في البدن بقدر ما بينهما من الملاءمة والمنافرة ولذلك كان الغذاء أشبه باللبن من الدواء وهو من السم إذ هو أبعدها فكان أقتل وعليه يلزم أن يكون المعدن من حيث هو أبعد مطلقا لنقصه عن الحيوان كما تقرر وبه يلزم رجحان نفع مثل المسك على الذهب وفيه إشكال ينشأ من خطر نفع الثاني وضرر الأول ومن أن الغذاء الحاصل من الأول يوجبه ويمكن تسليمه أو الجواب باختلاف الغايات وعليكل حال فالسميات المعدنية أشد ضررا ونكاية وهى حاصلة في كل مالم يتم كالزرنيخ أو تم ثم فسد بعد صلاح كالزنجار وفى كل ما خبثت أركانه أو أحدها كالدهنج والحديد وهذه إذا وردت على البدن حصل عنها سحج لحدتها ولذعتها وتقطيعها ليبسها وسعال لجذب العضل وربما خلطت العقل لسوء البخار وقد تشم رائحة المشروب منها في الخارج ولو نفثا وعرقا وعلاج أمثال هذه بكل دهن ولعاب ولبن للتغرية والتليين والتنقية والتفتيح وكذلك دهن الورد في الزرنيخ والنورة وكذا اللبن وقد يعمل (الزئبق) المصعد بمزيد مغص الاسافل لثقله ونحو (الاسفيداج) ببياض اللسان واسترخاء المفاصل (والشك) بالمعجمة المضمومة يعنى تراب الغار ويسمى الرهج بمزيد القئ والالتهاب وكالأصل الفرع فيكون (الزنجفر) كالزئبق لعدم سمية الكبريت وبقاء عين الصبغ في زئبقه (والمرادسنج) كالنحاس والرصاص بسائر أنواعه من أسرنج وغيره، ويليه (النبات) وأشده بلاء ما تولد في الأرض المعفنة والطلال وخبثت رائحته وقل ورقه وتكرج مثل القطرو قرون السنبل والبيش والجدوار والترمس والسيكران وجوز ماثل وكلها توجب صداعا وعطشا زائدين على ما مر لسرعة انحلالها، وخص (القطر) بالبورق وزيل الحمام وماء الفجل والسيكران بطبيخ التوت الأسود والخمر والحلتيت مطبوخا بالشيرج وحب الغار تحملا وشربا (ومثله البنج والأفيون) لتساويهما في الدرجة وإيجاب السبات والبرد مع ما مر والأفيون بالدار صيني والسذاب والمر والعسل ودهن الورد والشراب العتيق بالسمن والقئ بالشبت (والبنج) بلبن الغار والقئ بالبابونج (ثم الحيوان) أشده في ذلك ضررا وكثرة (الحيات) بأنواعها والائتلاف بها إذا نهشت مطلقا وبالقرن منها والصل والمرقط أكلا أيضا والتراكيل يسيل الدم من نهشها ولا سبيل إلى قطعه وقد اعتنت أهل الصناعة بإفراد أحكامها بالتأليف ولنا في ذلك رسالة مفردة. وحاصل الامر أن الحية إذا نهشت إن كانت خبيثة كالبلوطية والغبراء والبراقة وجب قطع العضو أولا ثم العلاج وإلا فان سال الصديد والرطوبات فالشرط والمص ويجب الاعتناء بالوضعيات أولا إن كان البدن قويا والعقل صحيحا وإلا اعتنى لعلاجه بنحو أقراص الكرسنة المتخذة منها ومن السذاب البرى والمر والحلتيت بالشراب والثوم والترياقات فان ساء التدبير أولا حين انتشر السم فالفصد وإلا خرز وجل ما يعتنى به من الأدوية القلبية ما خص بانعاش الروح كالعنبر والبادزهر والزراوند المدحرج وكذا ملازمة العسل والسمن شربا وقيئا وأكل الكرنب وشرب روث الانسان أنفس مستعمل هنا والضماد بالميعة السائلة والقطران وزبل الحمام والغار مشقوقة مسخنة وكذا القسط وزبل الحمام، ومن أخذ
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 خطبة الكتاب 2
2 صفة خواتم الملوك السبعة وبخوراتهم 4
3 حرف الياء 5
4 حرف الكاف 6
5 فصل في الحد والموضوع 7
6 فصل في أولها وهي العناصر 7
7 فصل في ثانيها وهو المزاج 8
8 حرف اللام 14
9 حرف الميم 16
10 فصل في العلامات الدالة على تغير المزاج 29
11 حرف النون 43
12 حرف السين 53
13 الفصل الأول في سبب انقسامها وانحصارها 53
14 فصل في النواميس وكيفية أعمالها 62
15 فصل في المحاريق وكيفية أعمالها 65
16 فصل في التعافين 65
17 فصل في المراقيد 67
18 فصل في عمل النيرنجيات 67
19 باب في الإخفاء 68
20 حرف العين 70
21 علم الحرف 89
22 في معرفة التصرفات بالأوفاق العددية واستخراج الأعوان العلوية 93
23 فصل في استخراج أسماء الملوك العلوية وأسماء الأعوان السفلية 94
24 علم منازل القمر وما يتعلق به والكواكب وما يتعلق بها وغير ذلك 101
25 فصل في أن الآدمي فيه شبه كل شيء من العالم السفلى والعلوي 104
26 فصل في ذكر ملحمة مباركة على الكواكب السبعة السيارة 106
27 فصل في الأوقاف السعيدة والأوقات النسخة وساعاتها 111
28 باب في ذكر التهاييج 113
29 حرف الفاء 127
30 حرف الصاد 138
31 حرف القاف 144
32 حرف الراء 147
33 باب فيه نكت وغرائب في ضرب المسائل لمن أراد سفرا أو غير ذلك 169
34 فصل في معنى الولد والبحث عنه ذكر هو أم أنثى 169
35 فصل في معرفة الضمير 169
36 فصل في الخصومة 169
37 فصل في السفر البحر 169
38 فصل في صفة سؤال المريض عن مرضه 170
39 باب المفردات والكلام عليها 170
40 فصل في إخراج الاسم 171
41 فصل في معرفة الوضع 172
42 حرف الشين المعجمة 172
43 حرف التاء المثناة 179
44 حرف الثاء المثلثة 181
45 حرف الخاء المعجمة 182
46 حرف الدال المعجمة 183
47 حرف الضاد المعجمة 183
48 حرف الظاء المعجمة 183
49 حرف الغين المعجمة 184
50 خاتمة في نكت وغرائب ولطائف وعجائب 185
51 فصل في كيفية هضم الغذاء وفساده 191
52 فصل في مقدار الماء الذي يشربه المهموم عند العطش 191
53 فصل في الفصد والاستفراغ والجذب ودوائها 191
54 فصل في المعاجلة بالدواء الواحد خير من المعاجلة بالمركب 192
55 فصل في كان حكماء اليونان إذا أشكل عليهم حال المريض خلوا بينه وبين الطبيعة 192
56 فصل إذا قال الأطباء كزرة يابسة فمرادهم حشيشتها لا بزرها وفوائد مختلفة 192
57 فصل في كيفية محبة الرجال والنساء 192
58 فصل في علاج من سقى المرتك 193
59 دعاء آخر السنة 196
60 فصل في التحييرات المجربة 197