فقال عبد الرحمن بن سلمان التميمي:
لم أر كاليوم أخا إخوان * أعجب من مكفر الأيمان * بالعتق في معصية الرحمن (1).
وقيل: إنه رجع، ولم يقاتل (2).
تلك هي مسيرة الجمل، مسيرة الجمل كل خطاها كانت ظالمة، فهل يؤمها قوم عدول؟ إن حكما كهذا لهو أشد عجبا من كل تلك الخطى.
وفي تاريخ ابن عساكر: بعث علي عليه السلام إلى طلحة أن القني، فلقيه، فقال له: أنشدك الله أسمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه "؟
قال: نعم، وذكره.
فقال له: ولم تقاتلني (3).
وشهد شاهد من أهلها:
قال ابن عساكر: قدم معاوية المدينة، فأقام بها، ثم توجه إلى الشام، فتبعه من تبعه، فأدركه ابن الزبير في أول الناس، فسار إلى جنبه ليلا وهو نائم ففزع له، فقال: من هذا؟
فقال ابن الزبير: أما إني لو شئت أن أقتلك لقتلتك.
قال: لست هناك، لست من قتال الملوك، إنما يصيد كل طائر قدره.