معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ٢٨٠
وبينما كان الحسين في قرية العقر، كان ابن زياد قد بعث إليه بقوة عسكرية تحت قيادة عمر بن سعد بن أبي وقاص. وكان ابن زياد قد كتب لعمر ولاية الري إذا رجع من حرب الحسنين، فجد الرجل وشمر عن ساعده (1). وعندما جاء بعث إلى الحسين يسأله ما الذي جاء به، وماذا يريد؟ فأخبر الحسين رسوله:
كتب إلي أهل مصركم هذا أن أقدم، فأما إذ كرهوني فأنا انصرف عنهم (2) وبهذا الرد طوق الحسين النظام بطوق الحجة، لقد أخبرهم أن الأشراف وغيرهم كتبوا إليه ومعه الدليل على ذلك. فإذا كانوا قد كرهوه فقد كان عليهم أن يبينوا له ذلك، وعندئذ ينصرف عنهم. ولكن الحال الآن أنه لا يراهم وإنما يرى جنودا مجندة تنتشر حوله في كل مكان. فإذا كان الجند قد جاؤوا ليبلغوه رد الذين كتبوا إليه، فهو على استعداد أيضا للانصراف.
ولقد كان في هذا الرد ما أزاح الستار عن وجه السياسة الأموية، فعندما كتب عمر بن سعد إلى عبيد الله بن زياد: " أما بعد فإني حيث نزلت بالحسين بعثت إليه رسولي، فسألته عما أقدمه، وماذا يطلب ويسأل، فقال: كتب إلي أهل هذه البلاد، وآتتني رسلهم فسألوني القدوم ففعلت، فأما إذ كرهوني فبدا لهم غير ما أتتني به رسلهم. فأنا منصرف عنهم " (3). قال ابن زياد:
الآن إذا علقت مخالبنا به * يرجو النجاة ولات حين مناص وكتب إلى عمر بن سعد: أما بعد فقد بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت.
فأعرض على الحسين أن يبايع ليزيد بن معاوية هو وجميع أصحابه. فإذا فعل ذلك رأينا رأينا والسلام (4). فالتيار الأموي رفض تقديم أي دليل يثبت أن الناس كرهوا الحسين، بل ورفض أن تقوم قواته المسلحة بإبلاغ الحسين أن الناس قد كرهوه، لأن تقديم ذلك إليه سيؤدي إلى نجاته، وهم لا يريدون ذلك.

(1) الإصابة 17 / 2، الطبري 233 / 6.
(2) الطبري 334 / 6.
(3) الطبري 334 / 6.
(4) الطبري 334 / 6.
(٢٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 275 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459