الإسلام والقرابة بالرسول صلى الله عليه وسلم قال معاوية: فماذا يقول؟
فقال أبو عمر: يأمرك بتقوى الله وأن تجيب ابن عمك إلى ما يدعوك إليه من الحق. فإنه أسلم لك في دنياك وخير لك في عاقبة أمرك. قال: ونترك دم ابن عفان لا والله لا أفعل ذلك أبدا. فبادره شبث بن ربعي وقال: يا معاوية إنك لم تجد شيئا تستغوي به الناس وتستميل به أهواءهم وتستخلص به طاعتهم إلا قولك: (قتل إمامكم مظلوما فنحن نطلب بدمه) فاستجاب لك سفهاء طغام. وقد علمنا أنك أبطأت عنه بالنصر. وأحببت له القتل لهذه المنزلة التي أصبحت تطلب. ورب متمن أمر وطالبه يحول الله دونه. وبما أوتي المتمني أمنيته وفوق أمنيته. ووالله ما لك في واحدة منهما خير. والله إن أخطأت ما ترجو إنك لشر العرب حالا. ولئن أحببت ما تتمناه لا تصيبه حتى تستحق من ربك صلى النار.
فاتق الله يا معاوية. ودع ما أنت عليه. ولا تنازع الأمر أهله فقال له معاوية: لقد كذبت ولؤمت أيها الأعرابي الجلف الجافي في كل ما ذكرت ووصفت. انصرفوا من عندي وليس بيني وبينكم إلا السيف " (1).
لم ينصت معاوية لصوت الحجة. لأن وصية أمه وأبيه وفتوى كعب الأحبار. كل ذلك كان قد استولى عليه. وما استولى عليه هذا إلا لأنه يوافق هواه الذي تحت جلده.
2 - معاوية وسياسة التشكيك:
سارت سياسة تعبئة الناس تحت لافتة " قميص عثمان " جنبا إلى جنب مع سياسة التشكيك في الأحاديث التي رويت في فضل أهل البيت ومناقب علي بن أبي طالب فمعاوية كان يدرك خطورة هذه الأحاديث وغيرها من الأحاديث التي حذر فيها النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن. ولعن فيها قبائل وبيوتا نظرا لخطورتها على الدعوة. لهذا رفع معاوية أمام هذه الأحاديث لافتة " أساطير الأولين " ولم يكتف معاوية بهذه اللافتة وإنما تاجر بقتل طلحة والزبير وهزيمة