صلى الله عليه وسلم فلو علمت أنك أضبط مني للرعية، وأحوط على هذه الأمة. وأحسن سياسة، وأقوى على جمع الأموال، وأكيد للعدو لأجبتك إلى ما دعوتني إليه، ورأيتك لذلك أهلا، ولكن قد علمت أني أطول منك ولاية، وأقدم منك بهذه الأمة تجربة، وأكبر منك سنا، فأنت أحق أن تجيبني إلى هذه المنزلة التي سألتني، فادخل في طاعتي، ولك الأمر من بعدي... ".
قال جندب: فلما أتيت الحسن بكتاب معاوية قلت له: إن الرجل سائر إليك، فابدأه بالمسير حتى تقاتله في أرضه وبلاده وعماله. فإما أن تقدر أنه ينقاد لك، فلا والله حتى يرى منا أعظم من يوم صفين (1).
وفي رسالة معاوية نرى أن القوم بعد الرسول صلى الله عليه وسلم عملوا في الخلافة بما رأوه صلاحا للإسلام وأهله، ونرى أن معاوية في زمن الحسن يحسبها بالأقدمية، فهو الأطول ولاية والأقوى على جميع الأموال. ولا ندري لماذا لم يضع عنوان الأطول إسلاما أمام عينيه وهو يقاتل عليا؟ ولماذا رفع عنوان الأقدمية هنا بينما كان هناك يرفع قميص عثمان؟ إن معاوية وإعلامه يبدلون أعلامهم وفقا لمتطلبات كل ساحة. ويدخرون لكل زمان خدعة.
2 - القتال بالذهب والفضة:
عندما بعث معاوية إلى الحسن أن الخلافة له من بعده، كان الحسن ينظر إلى هذا الوعد من نافذة أحاديث الإخبار بالغيب التي وضعها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في دائرة ذهن أهل البيت. ولم يكن الحسن يعبأ كثيرا بما يقوله معاوية، نظرا لوزنه بمعيار هذه الأحاديث التي تخبر عن المستقبل.
وروي أن الحسن كتب إلى معاوية: أما بعد فقد وصل إلى كتابك، تذكر فيه ما ذكرت، فتركت جوابك خشية البغي مني عليك، وبالله أعوذ من ذلك فاتبع الحق تعلم أني من أهله، وعلي إثم أن أقول