معالم الفتن - سعيد أيوب - ج ٢ - الصفحة ٢٧٥
فإنك مقتول فقال:
سأمضي وما بالموت عار على الفتي * إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما.
وواسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مثبورا وخالف مجرما فلما سمع ذلك منه الحر تنحى عنه وسار، وكان يسير بأصحابه في ناحية وحسين في ناحية أخرى، وبينما هم على ذلك إذا بأربعة من الكوفة قد أقبلوا على رواحلهم، وعندما انتهوا إلى الحسين قال الحر بن يزيد: إن هؤلاء النفر الذي من أهل الكوفة، ليسوا ممن أقبل معك، وأنا حابسهم أو رادهم فقال الحسين: لأمنعنهم بما أمنع منه نفسي، إنما هؤلاء أنصاري وأعواني. وقد كنت أعطيتني أن لا تعرض لي بشئ حتى يأتيك كتاب من ابن زياد، فقال الحر: أجل ولكن لم يأتوا معك، قال: هم أصحابي وهم بمنزلة من جاء معي. فإن تممت علي ما كان بيني وبينك وإلا ناجزتك، فكف عنهم الحر (1).
وروي أن الحسين قال لهم: أخبروني خبر الناس وراءكم، فقال له مجمع بن عبد الله، وهو أحد النفر الأربعة الذين جاؤوه: أما أشراف الناس فقد أعظمت رشوتهم، وملئت غرائرهم، يستمال ودهم، ويستخلص به نصيحهم، فهم ألب واحد عليك. وأما سائر الناس بعد. فإن أفئدتهم تهوى إليك، وسيوفهم غدا مشهورة عليك. قال أخبرني فهل لكم برسولي إليكم؟ قالوا: من هو؟ قال: قيس بن مسهر. فقالوا: نعم. أخذه الحصين بن نمير، فبعث به إلى ابن زياد، فأمره ابن زياد أن يلعنك ويلعن أباك، فصلى عليك وعلى أبيك. ولعن ابن زياد وأباه. ودعا إلى نصرتك. وأخبرهم بقدومك، فأمر به ابن زياد فألقى من طمار القصر، فترقرقت علينا حسين عليه السلام، ولم يملك دمعه، ثم قال:
منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. الله اجعل لنا ولهم الجنة نزلا، واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك ورغائب مذخور ثوابك " (2).
وكان الحسين قد علم بقتل مسلم بن عقيل، وهانئ بن عروة، وعبد الله بن يقطر.

(1) الطبري 230 / 6، البداية 173 / 8.
(2) الطبري 230 / 6، البداية 173 / 8.
(٢٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 270 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 معارك الامام أولا - يوم الجمل 1 - الناكثون في البصرة 7
2 2 - مسير الإمام علي 12
3 3 - على أعتاب الحرب 22
4 4 - الحرب 28
5 ثانيا - أيام صفين 1 - إقامة الحجة 42
6 2 - معاوية وسياسة التشكيك 45
7 3 - الاعلام العلوي 59
8 4 - الاصطفاف للقتال 70
9 القتال 76
10 6 - مشاهد من ميدان القتال 85
11 7 - عندما اتخذوا المصاحف جدارا 100
12 ثالثا - التخاذل وغياب القمر 1 - خيمة التحكيم 112
13 2 - قتال المارقين 120
14 3 - التخاذل 128
15 4 - غارات معاوية 140
16 5 - ليلة بكى فيها القمر 145
17 6 - وغاب القمر 149
18 7 - لهيب الليل 155
19 جداول الدماء أولا - عاصفة الأمطار الحمضية 1 - بيعة الحسن بن علي 167
20 2 - القتال بالذهب والفضة 171
21 3 - الغدر 177
22 4 - وفاء وحقائق على الطريق 181
23 5 - نظرات في مقعد جديد 189
24 6 - اتهام الأمين 191
25 7 - إئتمان الخائن 204
26 ثانيا - دماء حول كهف النفاق 1 - قلوب من نحاس 218
27 2 - مقتل حجر بن عدي 220
28 3 - هل رأيت آية النار 226
29 4 - مقتل أبي عبد الله الحسين 231
30 أولا - وجاء وفد أغيلمة قريش 231
31 ثانيا - أبناؤنا خير من أبنائهم 236
32 ثالث - النبي صلى الله عليه وسلم يبكي 242
33 رابعا - على مفترق الطريق 251
34 خامسا - الرسائل والحصار 256
35 سادسا - العزيمة والاصرار 260
36 سابعا - التخويف والإرهاب 263
37 ثامنا - صمود على الطريق 270
38 تاسعا - وجاء الطغاة 279
39 عاشرا - القتلة واللصوص 287
40 إحدى عشر - سلام عليك أبا عبد الله 295
41 1 - صرخات الحسين 296
42 2 - والله إنه ليحزنني قتل الحسين 298
43 اثنى عشر - بكاء وأحداث: في دار أم سلمة رضي الله عنها 301
44 في دار عبد الله بن عباس 302
45 في قصر الامارة 303
46 في قصر الخلافة 306
47 الظهور والتشويه 309
48 نظرات على كربلاء 313
49 5 - الاستعباد 314
50 أولا - يوم الحرة أو يوم الأنصار 315
51 ثانيا - الوحل 323
52 1 - حركة عبد الله بن عمر بن الخطاب 335
53 2 - حركة أنس بن مالك 339
54 ما أشبه الليلة بالبارحة أولا - رياح الفرعونية 1 - تشابه القلوب 358
55 2 - دائرة الرؤية الفرعونية 362
56 نظرات على الأطلال أ - صدود وردود 379
57 ب - إفرازات فكرية 388
58 ج - من مقدمات الإفرازات الفكرية 416
59 ثانيا - آراء وشهود 1 - آراء 440
60 2 - الشهود 459