الغنم وهو مكتوف. وعندما لم يجد أحدا من قبيلته يدافع عنه، جذب يده فنزعها.
من الكتاف ثم قال: أما من عصا أو سكين أو حجر أو عظم. فوثبوا عليه، فضربه رجل بالسيف فلم يصنع سيفه شيئا، فقال هانئ: إلى الله المعاد اللهم إلى رحمتك ورضوانك. ثم ضربه الرجل أخرى فقتله (1).
وكتب ابن زياد إلى يزيد بن معاوية: " الحمد لله الذي أخذ لأمير المؤمنين بحقه وكفاه مؤنة عدوه "، ثم أخبره بما تم من لجوء ابن عقيل إلى دار هانئ وإنه جعل عليهما العيون ودس إليهما الرجال، إلى آخر القصة، ثم قال: " وقد بعثت إليك برؤوسهما... " والسلام فكتب يزيد بن معاوية، فأخبره بأنه عنده قد عمل عمل الحازم، وصال صولة الشجاع الرابط الجأش ثم قال له: " إنه قد بلغني أن الحسين بن علي قد توجه نحو العراق، فضع المناظر والمسالح واحترس على الظن. وخذ على التهمة غير أن لا تقتل إلا من قاتلك واكتب إلي - في كل ما يحدث من الخبر - والسلام " (2) وهكذا نزل الستار على رسول الحسين، ومما سبق رأينا أن الجماهير خذلت الحسين، لأن الدولة الأموية أرهبت الجماهير. أرهبتهم بصورة تأنف منها الفطرة. فإذا كان الخوف من الأمور الفطرية، فيجب أن يتم التعامل مع الإنسان بما لا يرعب الخوف الفطري، إن الإسلام نهى عن ترويع المسلم، بل ووضع أسس راقية للتعامل مع الحيوان والطير والنبات. فإذا جئت بقانون فيه: " أخذ البرئ بالسقيم، والشاهد بالغائب " و " لئن بلغني عن رجل منكم خلافا لأقتلنه وعريفه ووليه، ولآخذن الأدنى بالأقسى " و " احترس من السلطان فإنه يغضب غضب الصبيان، ويأخذ أخذ الأسد، وقليلة يغلب كثير من الناس " فمثل هذا القانون لا علاقة له بالإسلام. وقانون مثل هذا يكون حجر عثرة في طريق الفطرة لأن الاختيار فيه لا يتم إلا بعقل السلطان وعينه. بمعنى أن الناس لا يرون إلا ما يرى السلطان. وهذا في حد ذاته ضد طبيعة الوجود لأنه ينتج إنسانا مشوها.