يحكم في قضية واحدة برأي ولا بقياس، ولا باجتهاد، بل كان دائما يتبع النصوص الإلهية التي ينزل بها جبريل (عليه السلام) كلما دعت الحاجة لذلك، والروايات التي تخالف هذا الواقع كلها موضوعة.
ولمزيد الاطمئنان بما قدمناه، إليك الدليل من صحاح أهل السنة أخرج البخاري في صحيحه قوله:
ما كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسأل مما لم ينزل عليه الوحي فيقول:
لا أدري أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي، ولم يقل برأي ولا قياس لقوله تعالى: بما أراك الله (النساء: 501) (1).
نعم هذا هو رب العالمين وأحكم الحاكمين يقول لرسول الله: وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله.. (المائدة: 48).
نعم هذا هو القرآن يقول لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم: إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله (النساء: 105).
وإذا كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يعمل برأي ولا بقياس بشهادتهم في صحاحهم، فكيف تسنى لهم أن يعملوا بذلك؟! وكيف يخالفون أحكام الله وسنة رسوله ثم يقولون بأنهم أهل السنة إنه حقا أمر عجيب وغريب.