معه إلى المدينة ثم مرض النبي كما أخبره ربه، وبدأ النبي بتوديع أصحابه والاستعداد للقاء ربه!! والناس على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك كما قال الرسول، وقد وثقنا ذلك كله بالتفصيل.
وظهر في ما بعد أن هذا الترتيب الإلهي الذي أعلنه رسول الله لم يرق لأبي بكر وعمر وعثمان ولا لطائفة من المهاجرين،...:
1 - لأنهم اعتقدوا أن الإمام عليا لا يصلح للخلافة لحداثة سنه والدماء التي عليه فهو ما زال فتى وليس من المناسب أن يتأمر على شيوخ المهاجرين والأنصار، وخلال الحرب التي جرت بين الكفر والإيمان نكل الإمام علي ببطون قريش، وفجعها بأبنائها فليس من المناسب أن يتولى الإمامة من كانت هذه أفعاله، والأفضل أن يتولى الخلافة أحد المهاجرين الذين لم تتلوث أيديهم بقطرة دم واحدة من دماء الكافرين فمثلا أبو بكر وعمر وعثمان سجلهم نظيف فلم يفتلوا أو يجرحوا أو يأسروا أي مشرك قط ثم إنهم أصهار الرسول، وأصحابه ومن المهاجرين، فما الذي يمنع من أن يتولى الخلافة أحدهم، وما الذي يمنع من تعاقبهم على الخلافة كل بعهد ممن سبقه!!
2 - وقد رأى الثلاثة ومن معهم من المهاجرين أنه ليس من المناسب أن يكون النبي من بني هاشم، وأن يكون الخلفاء من بني هاشم أيضا.
3 - إن الخلفاء الثلاثة يريدون مصلحة الأمة والإسلام، والترتيبات الإلهية التي أعلنها الرسول لا تخدم لا مصلحة الأمة ولا مصلحة الإسلام، وهي ترتيبات غير مناسبة وغير صحيحة، لذلك قدروا أن من واجبهم الديني أن يضعوا ترتيبات أخرى مناسبة وصحيحة تخدم الأمة وتخدم الإسلام!!!!
4 - لذلك صمموا أن يغتنموا فرصة مرض النبي، وأن يثيروا المسلمين ضد الترتيبات الإلهية التي أعلنها الرسول أو ضد سنة الرسول التي أعلنت هذا الترتيب الإلهي المتعلق بمن يخلف النبي بعد موته، وأن يشجعوا المسلمين على وضع سنة جديدة للخلافة تختلف تماما عن سنة