الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٧٢٦
11 فقد أشرقت الشمس واشتدت حرارتها وأيبست العشب، فسقط زهره وذهب رونقه.
كذلك يذبل الغني في مساعيه.
12 طوبى (12) للرجل الذي يحتمل التجربة! لأنه سيخرج مزكى فينال إكليل الحياة الذي وعد به من يحبونه.
[التجربة] 13 إذا جرب أحد فلا يقل: " إن الله يجربني ". إن الله لا يجربه الشر ولا يجرب أحدا، 14 في حين أن لكل إنسان شهوة تجربه (13) فتفتنه وتغويه. 15 والشهوة إذا حبلت ولدت الخطيئة، والخطيئة إذا تم أمرها خلفت الموت (14).
16 لا تضلوا يا إخوتي الأحباء، 17 فكل عطية صالحة وكل هبة كاملة (15) تنزل من عل من عند أبي الأنوار (16). وهو لا تبدل فيه ولا شبه تغير. 18 شاء أن يلدنا بكلمة الحق (17) لنكون كمثل باكورة لخلائقه.
[العبادة الصحيحة] 19 لا يخفى عليكم شئ، يا إخوتي

(١٢) هذه التطويبة عودة إلى صيغة تقليدية للوعظ الأخلاقي في العهد القديم، فهي تعد بالسعادة من سار على سبيل الله (راجع الآية ٢٥). وفي العهد الجديد، تصبح هذه السعادة الحياة الأخيرية التي وعد بها على وجه خاص من عانوا المحن (راجع ٥ / ١١ ومتى ٥ / ١٠ - ١٢ ولو ١٢ / ٣٧ - ٣٨ و ١ بط ٣ / ١٤ و ٤ / ١٤ ورؤ ١٤ / ١٣ و ١٦ / ١٥).
(١٣) إن الله لا يجرب أحدا: بما أن الشر غريب عنه، فهو لا يستطيع أن يدفع أحدا إلى ارتكابه (راجع سي ١٥ / ١١ - ١٣). فالإنسان تستهويه الشهوة وتغريه، وهي تشبه الأهواء التي تعترك في الأعضاء (٤ / ١ - ٢)، وتقوم بالدور الذي قام به " روح الفساد والظلام " في مؤلفات قمران (القانون ٣ / 18 - 4 / 26 وراجع روم 7 / 7 - 8 و 1 يو 2 / 16 - 17).
وهذه النظرة، التي تميز بين " الامتحان " و " التجربة " وتبعد التجربة عن عمل الله، تبتعد بعض الشئ عن العهد القديم (تث 13 / 4 مثلا). وهي تستند، في آخر الأمر، إلى قصة الإنسان الخاطئ الذي تتنازعه قوى غير منظورة (الله والعالم، 4 / 4، والله والشيطان، 4 / 7).
(14) ليست الخطيئة هنا قدرة خارجة عن الإنسان، بل الذنب نفسه (راجع 2 / 9 و 4 / 17 و 5 / 15 - 16 و 20)، وإن كان هناك بعض الشبه في الصلة بين " الخطيئة " و " الموت " في روم 5 / 12 و 6 / 23 و 7 / 13. إذا بلغت الخطيئة أشدها، أورثت الموت، والصلة بين الخطيئة والموت ترد هي نفسها في 5 / 20. فليس المقصود هو الموت الطبيعي فقط، بل الموت الأخيري الذي يتعارض مع الحياة التي تمت ولادتها في المؤمن بفضل كلمة الحق (الآية 18) والتي يعد الله بها من يحبونه (الآية 12).
(15) هذه الكلمات الأولى من الآية بيت سداسي الوزن، فقد يستشهد الكاتب بعبارة مأثورة في قيمة العطية، ولكنه يضيف أن العطية الكاملة لا تأتي إلا من الله.
(16) إن الله رب (راجع 1 / 1) وأب (1 / 27 و 3 / 9)، الإله الأوحد الذي يعترف به الإيمان اليهودي (2 / 19 وراجع 4 / 12). إنه " أبو الأنوار " لأنه خلق الكواكب (راجع تك 1 / 14 - 18). وإذا كان أبا الأنوار، فذلك أنه نفسه نور (راجع 1 يو 1 / 5). يريد الكاتب أن يبعد عن الله وعن عمله كل وجوه الثنائية (راجع الآية 13) وأن ينفي عنه الانقسام والرياء اللذين يميزان الخاطئ (راجع 4 / 4). إنه ذاك الذي يعطي من يسأله (راجع الآية 5 و 5 / 15)، مستعدا دائما للمغفرة (5 / 11). لكنه الديان أيضا (5 / 8 - 10 وراجع 4 / 12) الذي يعطي الملكوت للفقراء المعرضين للمحن ويحاسب الأغنياء الذين يخالفون شريعته.
(17) من الراجح أن المقصود ليس الكلمة الخالقة، بل ما يتقبله المؤمنون من تعليم يهديهم إلى الخلاص. و " كلمة الحق " هذه الصادرة عن مشيئة الله تشير إلى البشارة ولا شك (راجع 1 بط 1 / 23 - 25 وقول 1 / 5 واف 1 / 13 و 2 طيم 2 / 15)، لكنها تشير أيضا إلى حكمة حياتية (راجع 3 / 14 و 5 / 19) يسميها الكاتب شريعة الحرية (الآية 25 و 2 / 12). وهذه الكلمة تجعل من المسيحيين " بواكير " خليقة جديدة، في حين أن الشهوة تورث الموت.
(٧٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 721 722 723 724 725 726 727 728 729 730 731 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة