الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥١
الناس لكي ينظروا إليكم، فلا يكون لكم أجر عند أبيكم الذي في السماوات. 2 فإذا تصدقت فلا ينفخ أمامك في البوق، كما يفعل المراؤون (2) في المجامع والشوارع (3) ليعظم الناس شأنهم. الحق أقول لكم إنهم أخذوا أجرهم. 3 أما أنت، فإذا تصدقت، فلا تعلم شمالك ما تفعل يمينك، 4 لتكون صدقتك في الخفية، وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك.
[الصلاة] 5 " وإذا صليتم، فلا تكونوا كالمرائين، فإنهم يحبون الصلاة قائمين في المجامع وملتقى الشوارع، ليراهم الناس (3). الحق أقول لكم إنهم أخذوا أجرهم. 6 أما أنت، فإذا صليت فادخل حجرتك (4) وأغلق عليك بابها وصل إلى أبيك الذي في الخفية، وأبوك الذي يرى في الخفية يجازيك. 7 وإذا صليتم فلا تكرروا الكلام عبثا (5) مثل الوثنيين، فهم يظنون أنهم إذا أكثروا الكلام (6) يستجاب لهم. 8 فلا تتشبهوا بهم، لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه.
[الصلاة الربية] 9 " فصلوا أنتم هذه الصلاة (7):

(2) لا تنحصر كلمة " المرائين " في الدلالة على الإنسان الذي لا تطابق بين أعماله وأفكاره (متى 6 / 2 و 5 و 16 و 15 / 7 و 22 / 18 و 23 / 13)، بل يدخل عليها معنى آت من اللفظ الآرامي المقابل والدال عادة في العهد القديم على النفاق. فالمرائي معرض لأن يكون منافقا (24 / 51) وقد يصبح أحيانا أعمى (7 / 5)، فيفسد حكمه (لو 6 / 42 و 12 / 56 و 13 / 15). ولا يمكن ضبط معنى الكلمة إلا من سياق الكلام.
(3) لما كانت الصلوات تقام في ساعات محدودة، كان " المراؤون " ينتهزون الفرص ليلفتوا أنظار الناس إليهم.
(4) تدل الكلمة اليونانية على مكان منعزل وسري، كغرفة المؤونة.
(5) يترجم الفعل اليوناني ترجمات مختلفة. فمنهم من يترجم: " قال أمورا باطلة "، ومنهم من يشير إلى الأوراق البردية السحرية التي تكثر فيها التعاويذ الغريبة لحمل الآلهة على الاستجابة.
(6) لا يقوم الخطأ في هذه الصلاة (الوثنية: راجع 1 مل 18 / 27، واليهودية أيضا أحيانا: راجع اش 1 / 15 وسي 7 / 14) على كونها طويلة، بل بالأحرى على ادعائها الضغط على الله بفضل طولها.
(7) هناك قرابة بين صلاة تلاميذ يسوع، من حيث المعنى والمبنى، والصلوات اليهودية ولا سيما " صلاة الطلبات الثماني عشر " التي لا يزال اليهود يتلونها اليوم. إلا أنها تمتاز عنها أولا بما فيها من البساطة وبالحرية التي بها يدعى الله فيها، كما أن ترتيب الطلبات فيها هو أيضا ابتكاري ويميز تعليم يسوع.
تبتدئ بثلاثة أدعية هي دعوة إلى الله لمجئ ملكوته. ليس فيها أي اهتمام بانتصار سياسي أو ديني. ثم تأتي سلسلة الطلبات المعبرة عن حاجات التلاميذ الجوهرية. في القسم الثاني تستعمل صيغة المتكلم في الجمع، فتجمع المؤمنين الأفراد في جماعة واحدة.
وصلتنا هذه الصلاة عن يد متى ولوقا في صيغتين مختلفتين. صيغة لوقا أقصر: 5 طلبات بدل 7، وفي الأجزاء المشتركة فارقان أو ثلاثة فوارق ثانوية. يتعذر علينا أن نجزم أي صيغة هي الأقدم. ففي كل منهما نجد مؤشرات تدل على استعمالها في بيئتهما الخاصة. فالجماعات الأولى كانت تستعمل إذا صيغا مختلفة لهذه الصلاة.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة