الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٥٨
الظلمة (8) البرانية، وهناك البكاء وصريف الأسنان " (9) ". 13 ثم قال يسوع لقائد المائة:
" إذهب، وليكن لك بحسب ما آمنت ".
فبرئ الخادم في تلك الساعة.
[3 - شفاء حماة بطرس] 14 وجاء يسوع إلى بيت بطرس (10)، فرأى حماته ملقاة على الفراش محمومة. 15 فلمس يدها ففارقتها الحمى (11)، فنهضت وأخذت تخدمه (12).
[شفاء كثير من المرضى] 16 ولما كان المساء، أتوه بكثير من الممسوسين (13)، فطرد الأرواح بكلمة منه (14)، وشفى جميع المرضى، 17 ليتم ما قيل على لسان النبي أشعيا: " هو الذي أخذ أسقامنا وحمل أمراضنا ". 18 ورأى يسوع جموعا كثيرة حوله. فأمر بالعبور إلى الشاطئ المقابل.
[التفرغ للحياة الرسولية] 19 فدنا منه كاتب وقال له: " يا معلم، أتبعك حيث تمضي ". 20 فقال له يسوع: " إن للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكارا، وأما ابن الإنسان (15) فليس له ما يضع عليه رأسه ".
21 وقال له آخر من التلاميذ: " يا رب، إيذن لي أن أمضي أولا فأدفن أبي ". 22 فقال له

(8) تدل " الظلمة " على المكان الذي سيعاقب فيه الكفار. كانوا يتصورون أنها تحت الأرض، أما هنا فهي خارج عالم الأحياء (راجع 22 / 13 و 25 / 30)، كما أن غير المؤمنين هم " الذين في الخارج " (مر 4 / 11 و 1 قور 5 / 12 - 13 و 1 تس 4 / 12).
(9) عبارة كتابية تعني استياء الكفار وغضبهم أمام سعادة الأبرار (راجع أي 16 / 9 ومز 35 / 16 و 37 / 12 ومتى 13 / 42 - 43 و 50 و 22 / 43 و 24 / 51 و 25 / 30).
(10) راجع مر 1 / 29.
(11) كانت " الحمى "، أو " نار العظام " بحسب الربانيين، تنسب عادة إلى سبب غير طبيعي (راجع اح 26 / 16 وتث 28 / 22) ويمكن إزالتها بالصلاة (يو 4 / 52 ورسل 28 / 8).
(12) إن يسوع، في نظر متى، هو صاحب المبادرة في الشفاء، والمرأة تخدمه وحده، خلافا لما ورد في مرقس ولوقا.
ترمز هذه المعجزة، في نظر متى، إلى عمل العبد المتألم (8 / 17)، وقد استعمل متى مفردات كانت توحي إلى المسيحيين الأولين بالإيمان بالقيامة: إن يسوع، بإنهاضه المريضة، " أقامها من الموت " (متى 9 / 25 و 16 / 21 و 17 / 23 و 20 / 19 و 26 / 32 و 28 / 6 ومر 9 / 27 ورسل 3 / 15 و 13 / 31 و 1 قور 15 / 4).
(13) في الإنجيل، كما في الدين اليهودي المعاصر له، أربع عبارات: " الممسوسون " والشياطين والأرواح والأرواح النجسة. وفي عملية طرد الشياطين التي قام بها يسوع، لا بد من الإشارة إلى دور كلمته الفعالة على الإطلاق، خلافا للتعاويذ المعقدة التي كان معزمو زمانه (وهم الذين يطردون الشياطين) يقومون بها، ولا بد من الإشارة أيضا إلى الصلة الصريحة القائمة بالعهد القديم والتي تصور أشفية يسوع بصورة علامات لتدخل الله الحاسم من أجل شفاء الناس وخلاصهم.
(14) كما أن كلمة الله فاعلة وناجعة (1 تس 2 / 13 وعب 4 / 12)، كذلك كلمة يسوع تحدث ما تقوله (راجع متى 8 / 8 ومر 2 / 10 ولو 4 / 36).
(15) إذا استثني رسل 7 / 56 ورؤ 1 / 13 و 14 / 14، لا ترد عبارة " ابن الإنسان " إلا في الإنجيل وعلى لسان يسوع.
وجدت فيها الجماعة المسيحية الأولى إحدى العبارات المميزة ليسوع الناصري، ففضلتها على سائر الألقاب التي أطلقتها عليه: الرب المسيح وابن الله (8 / 20 و 11 / 19 و 16 / 13 و 27 و 24 / 30). يرد بعض المفسرين هذه العبارة إلى ما ورد في حزقيال: " يا ابن الإنسان.. " (حز 2 / 1 و 3..).
لكن أكثرهم يردونها إلى التقليد الرؤيوي (دا 7 / 13 وسفر أخنوخ): ففي هذا التقليد، سيأتي ابن الإنسان في اليوم الأخير ليدين الخاطئين ويخلص الأبرار. إن الجماعة المسيحية الأولى، بإطلاق هذا اللقب على يسوع، تظهر روح ابتكار يعود إلى يسوع. فهي ترينا في يسوع ذلك الذي يستبق الدينونة بسلطانه مخلصا الخاطئين (متى 9 / 6) ومفتتحا الزمن المشيحي (12 / 8). وهذا اللقب، بارتباطه بالوصف النبوي لعبد الله المتألم، يتخذ معنى جديدا بالنسبة إلى الدين اليهودي، فإنه يوحد توحيدا فريدا بين الصليب والمجد (مر 8 / 31 ومتى 17 / 9 و 22 - 23 و 20 / 18 و 26 / 2 و 24 و 45).
(٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة