الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٧٦
[2. خلاص الإنسان] [حصول الإنسان على البر ومصالحته وخلاصه] [5] 1 فلما بررنا بالإيمان حصلنا على السلام (1) مع الله بربنا يسوع المسيح، 2 وبه أيضا بلغنا بالإيمان إلى هذه النعمة التي فيها نحن قائمون (2)، ونفتخر (3) بالرجاء (4) لمجد الله، 3 لا بل نفتخر بشدائدنا (5) نفسها لعلمنا أن الشدة تلد الثبات 4 والثبات يلد فضيلة الاختبار (6) وفضيلة الاختبار تلد الرجاء 5 والرجاء لا يخيب صاحبه، لأن محبة الله (7) أفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وهب لنا. 6 أجل، لما كنا ضعفاء (8)، مات المسيح في الوقت المحدد من أجل قوم كافرين. 7 ولا يكاد يموت أحد من أجل امرئ بار، وربما جرؤ أحد أن يموت من أجل امرئ صالح. 8 أما الله فقد دل على محبته لنا بأن المسيح قد مات من أجلنا إذ كنا خاطئين. 9 فما أحرانا اليوم، وقد بررنا بدمه، أن ننجو به من الغضب! 10 فإن صالحنا الله بموت ابنه ونحن أعداؤه، فما أحرانا أن ننجو بحياته ونحن مصالحون! (9) 11 لا بل أننا نفتخر بالله، بربنا يسوع المسيح الذي به نلنا الآن المصالحة.

(1) لا يريد بولس أن يحث المؤمنين على السعي وراء السلام، بقدر ما يريد أن يشعرهم بأن السلام أعطي الآن في يسوع المسيح (أف 2 / 14). و " السلام " هو الخير المشيحي الأكبر، لا مجرد استعداد نفسي (اش 2 / 4 و 9 / 6 و 60 / 17 وحز 34 / 25 وزك 9 / 9 - 10 ولو 1 / 79 واف 2 / 17).
(2) هذه النعمة " التي فيها نحن قائمون " هي الوضع الجديد للمؤمن المبرر في يسوع المسيح مجانا (روم 3 / 24).
إنه " خلق جديد " (2 قور 5 / 17).
(3) إن لم يكن للانسان أية صفة يتذرع بها لاستحقاق التبرير (روم 3 / 27 وراجع لو 18 / 9 - 14)، فلا يستطيع المؤمن أن يفتخر بأعماله. لكنه يستطيع أن " يفتخر " بالرجاء لأن الرجاء، ومثله الإيمان، لا يستند إلا إلى رحمة الله وإلى أمانته في إنجاز مواعده (راجع روم 4 / 2 +).
(4) يبدأ إنجاز الوعد في عمل يسوع الفدائي ولا يتحقق تماما إلا في المجد، أي في الخلاص الأخير (روم 8 / 11 و 18 - 25). والتبرير هو استباق هذا الخلاص الذي يبقى موضع رجاء منفتح على تحقق أخيري (روم 8 / 24).
(5) في العهد القديم، تدل هذه الكلمة بوجه خاص على محن الشعب والأتقياء. فما يقصد بها في المزامير هو مصائب البار (مز 37 / 39 و 50 / 15). وفي الدين اليهودي، تشير الشدائد إلى آخر الأزمنة (العصر المشيحي لا يبدأ إلا بعد المخاض)، ولا بد من مجئ المحنة. أما عند المسيحيين، فالمحنة قد أتت، والعصر المشيحي حاضر. فلهذه الكلمة في العهد الجديد، ولا سيما في رسائل بولس، دور هام. من شأن المؤمنين، ولا سيما الرسل، أن يعرفوا المحنة (راجع رسل 11 / 19 و 17 / 5 - 6 و 2 قور 1 / 4 - 5 وفل 4 / 14). لا بل لا ينجو من هذا الوضع المرسلون والمؤمنون (يو 16 / 33 ورسل 14 / 22 و 1 تس 3 / 3). وتتسم المحنة، في العهد الجديد، بطابع أخيري نشعر به في عدة نصوص (متى 24 / 9 - 28 ورؤ 1 / 9 و 7 / 14). يعني بولس بقوله أن المؤمن لا يفتخر بالشدائد في حد ذاتها، ولا بالجهود التي قد يبذلها للتغلب عليها، بل يضع كل ثقته في نعمة الله التي تظهر في ضعف الإنسان (2 قور 12 / 9 - 10).
(6) أي الامتحان الذي به يعرف هل للانسان من مؤهلات (2 قور 8 / 2 و 1 بط 1 / 6 - 7).
(7) المقصود هنا هو محبة الله لنا، لا محبتنا له. في العهد الجديد، هذه هي أشد الآيات وضوحا لتأكيد الصلة القائمة بين المحبة والروح.
(8) أي عاجزين عن إنقاذ أنفسنا من الخطيئة.
(9) لقد برر المؤمنون منذ الآن (الآية 9) وصالحهم الله (الآيتان 10 - 11)، بفضل دم المسيح، أي بموته (الآيتان 9 - 10)، وهم ينتظرون، والرجاء يملأهم، الخلاص الأخيري، وهو آخر ثمر من ثمار قيامة المسيح (الآية 10).
لا يفصل بولس أبدا موت المسيح عن قيامته (راجع 4 / 25).
الفكرة الواردة في الآيات 9 - 11 هي الفكرة نفسها الواردة في روم 5 / 2 و 8 / 11.
(٤٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 481 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة