الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٧٥
أم في القلف؟ لا في الختان، بل في القلف، 11 وقد تلقى سمة الختان (8) خاتما للبر الذي يأتي من الإيمان وهو أقلف، فأصبح أبا لجميع المؤمنين الذين في القلف، لكي ينسب إليهم البر، 12 وأبا لأهل الختان الذي ليسوا من أهل الختان فحسب، بل يقتفون أيضا آثار الإيمان الذي كان عليه أبونا إبراهيم هو في القلف.
13 فالوعد الذي وعده إبراهيم أو نسله بأن يرث العالم لا يعود إلى الشريعة، بل إلى بر الإيمان (9). 14 فلو كان الورثة أهل الشريعة لأبطل الإيمان ونقض الوعد، 15 لأن الشريعة تجلب الغضب، وحيث لا تكون شريعة لا تكون معصية (10) 16 ولذلك فالميراث يحصل بالإيمان ليكون على سبيل النعمة ويبقى الوعد جاريا على نسل إبراهيم كله، لا على من ينتمون إلى الشريعة فحسب، بل على من ينتمون إلى إيمان إبراهيم أيضا. وهو أب لنا جميعا، 17 فقد ورد في الكتاب: " إني جعلتك أبا لعدد كبير من الأمم " (11). هو أب لنا عند الذي به آمن، عند الله الذي يحيي الأموات ويدعو إلى الوجود غير الموجود (12). 18 آمن راجيا على غير رجاء فأصبح أبا لعدد كبير من الأمم على ما قيل: " هكذا يكون نسلك " (13). 19 ولم يضعف في إيمانه حين رأى أن بدنه قد مات (وكان قد شارف المائة) وأن رحم سارة قد ماتت أيضا (14). 20 ففي وعد الله لم يتردد لعدم الإيمان، بل قواه إيمانه فمجد الله (15) 21 متيقنا أن الله قادر على إنجاز ما وعد به. 22 فلهذا حسب له ذلك برا (16). 23 وليس من أجله وحده كتب " حسب له "، 24 بل من أجلنا أيضا نحن الذين يحسب لنا الإيمان برا لأننا نؤمن بمن أقام من بين الأموات يسوع ربنا 25 الذي أسلم إلى الموت من أجل زلاتنا (17) وأقيم من أجل برنا (18).

(٨) الترجمة اللفظية: " خاتما لبر الإيمان ". راجع روم ٤ / ٣ +.
(٩) بذلك تحفظ مجانية الهبة وتعالى الواهب.
(١٠) في مفهوم بولس لتاريخ الخلاص، لا يخلط بين أدوار كل من الوعد والإيمان والشريعة. يحصل الميراث بالإيمان المبني على الموعد، ولا تأتي " الشريعة " إلا في وقت لاحق (غل ٣ / ١٧). على كل حال، سيوحد أيضا بين هذه الشريعة وتدبير الله الخلاصي، لأنها تظهر المعصية وتفضح الخطيئة، موضع غضب الله (راجع روم ٣ / ٢٠)، وهذا ما سيفسر بالتفصيل في روم ٧ / ٨ - ١٢. والشريعة ترغم الإنسان على الاعتراف بأنه خاطئ، فتنبئ بصليب يسوع المسيح.
(عن الغضب الإلهي في هذه الرسالة، راجع روم 1 / 18 و 2 / 5 و 3 / 5 و 4 / 15 و 5 / 9 و 9 / 22 و 12 / 19 الخ).
(11) تك 17 / 5. تلميح إلى قدرة الله الخلاقة التي لا نراها في الخليقة فقط، بل في عمل الخلاص الذي بدأ في إبراهيم وسارة أيضا (راجع الآيات 18 إلى 22).
(12) الترجمة اللفظية: " يدعو غير الموجود كأنه موجود ".
(13) تك 15 / 5.
(14) طعن إبراهيم وسارة في السن وأصبح جسداهما غير صالحين لأن يلدا.
(15) " فمجد الله ": عبارة كتابية لتحديد موقف الإنسان الذي يعترف بأنه مدين لله في كل شئ ولا يتكل إلا عليه " (يش 7 / 19 و 1 صم 6 / 5 الخ).
(16) تك 15 / 6.
(17) اش 53 / 6 اليوناني، وراجع روم 8 / 32.
(18) هناك اختلاف في تفهم معنى الصلة القائمة بين قيامة يسوع والتبرير. فالبر هو اشتراك أول في حياة المسيح القائم من الموت. نحن نبرر، على مثال إبراهيم، بالإيمان بإله الوعد. والوعد في نظرنا يظهر ويحقق في قيامة المسيح.
(٤٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة