الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٨٧
وددت لو كنت أنا نفسي محروما (4) ومنفصلا عن المسيح في سبيل إخوتي بني قومي باللحم والدم، 4 أولئك الذين هم بنو إسرائيل (5) ولهم التبني والمجد والعهود والتشريع والعبادة والمواعد 5 والآباء (6)، ومنهم المسيح من حيث إنه بشر، وهو فوق كل شئ إله مبارك أبد الدهور. آمين.
6 وما سقط كلام الله! فليس جميع الذين هم من إسرائيل (7) بإسرائيل (8)، 7 ولا هم جميعا أبناء إبراهيم وإن كانوا من نسله، بل " بإسحق يكون لك نسل يدعى باسمك " (9). 8 وهذا يعني أن أبناء الجسد ليسوا أبناء الله، بل أبناء الوعد هم الذين يحسبون نسله، 9 فهذا ما جاء في كلام الوعد:
" سأعود في مثل هذا الوقت، ويكون لسارة ابن " (10)، 10 لا بل هناك أمر آخر، وهو أن رفقة حبلت من رجل واحد هو أبونا إسحق (11)، 11 فقبل أن يولد الصبيان ويعملا خيرا أو شرا، ليبقى تدبير الله القائم على حرية الاختيار، 12 وهو أمر لا يعود إلى الأعمال، بل إلى الذي يدعو، قيل لها:
" إن الكبير يخدم الصغير " (12)، 13 فقد ورد في الكتاب: " إني أحببت يعقوب وأبغضت عيسو " (13).

(4) في العهد القديم، تتضمن هذه الكلمة (حرم) تدمير أعداء الله التام وممتلكاتهم (تث 77 / 26). وفي العهد الجديد، تتضمن فكرة اللعنة، والذي ينزل به الحرم يفصل عن الجماعة (رسل 23 / 12 وغل 1 / 8 و 1 قور 12 / 3 و 16 / 22). يدلنا إعلان بولس المبالغ فيه كم كان حبه للشعب اليهودي شديدا.
(5) أي سلالة يعقوب. نعلم أن يعقوب نال من الله اسم إسرائيل (تك 32 / 29). من هذا الامتياز تنشأ سائر الامتيازات: التبني الذي يجعل من الشعب المختار بكر الله (خر 4 / 22) والمجد الذي به يقيم الله في وسط شعبه ويكون في متناولة (اش 40 / 5 ومز 85 / 10) والعهود المعقودة مع إبراهيم (تك 15 / 18) ويعقوب إسرائيل (تك 32 / 29) وموسى (خر 24 / 7 - 8) وداود (صم 7 / 11 - 16 ومز 89 / 29) والعبادة لله الحقيقي والشريعة المعبرة عن مشيئته والمواعد المشيحية والآباء الذين أودعوا الوحي، والامتياز المثالي أخيرا، وهو تحدر المسيح من الشعب اليهودي.
(6) لا تدل هذه الكلمة على شخصيات سفر التكوين فقط (إبراهيم وإسحق ويعقوب وبنيه)، بل تشمل جميع " الأجداد ".
(7) أي من يعقوب (راجع تك 32 / 29 وروم 9 / 4 +).
(8) أي الشعب الحقيقي الذي نال الوعد، " إسرائيل الله " (غل 6 / 16)، الذي هو إسرائيل بحسب الروح، والمختلف عن إسرائيل بحسب الجسد (1 قور 10 / 18).
(9) تك 21 / 12. الترجمة اللفظية: " بل بإسحق يدعى لك نسل ". لقد حافظنا على جملة بولس، لكن من الواضح أن الرسول، في هذه الفقرة وفي سائر الفقرات التي يستعمل فيها كلمة " نسل " (روم 4 / 13 و 16 و 18 و 9 / 8 و 29 و 11 / 1). يقصد التنويه بأن نسل إبراهيم الأصيل يقتصر بين أبنائه على الذين اقتفوا آثاره وآمنوا مثله بالكلمة فأصبحوا شعب الوعد وأبناء الله (الآية 8).
(10) تك 18 / 10 و 14.
(11) الترجمة اللفظية: " حبلت من واحد، من أبينا إسحق ". إن حالة التوأمين عيسو ويعقوب، المشار إليها هنا، تبرز بوضوح حرية الاختيار الإلهي. بما أنهما ابنا إسحق، كان من المفروض أن يكونوا، على السواء، ابني إبراهيم وابني الوعد، بالمعنى الوارد في الآيتين 7 و 8. ومع ذلك، فقبل ولادة التوأمين قضى الله أن أبناء يعقوب وحدهم يكونون أبناء الوعد. وما يزيد الأمر مباغتة أن الأصغر يفضل على الأكبر (راجع الآية 12).
(12) تك 25 / 23.
(13) ملا 1 / 2 - 3. " أحببت يعقوب وأبغضت عيسو ": تعبير سامي يعني: " فضلت يعقوب على عيسو " (راجع تك 29 / 31 ولو 14 / 26 في ضوء متى 10 / 37).
ليس المقصود تقييما لابني إسحق، بل مكان نسل كل منهما ودوره في تاريخ الخلاص.
(٤٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 482 483 484 485 486 487 488 489 490 491 492 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة