الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٨١
لتصيروا إلى آخر، إلى الذي أقيم من بين الأموات، لنثمر لله، 5 لأننا حين كنا في حكم الجسد، كانت الأهواء الأثيمة تعمل في أعضائنا (5) متذرعة بالشريعة، لكي نثمر للموت. 6 أما الآن، وقد متنا عما كان يأسرنا، فقد حللنا من الشريعة وأصبحنا نعمل في نظام الروح الجديد، لا في نظام الحرف القديم (6).
[عمل الشريعة] 7 فماذا نقول؟ أتكون الشريعة خطيئة؟ معاذ الله! ولكني لم أعرف (7) الخطيئة إلا بالشريعة. فلو لم تقل الشريعة: لا تشته، لما عرفت الشهوة (8).
8 وانتهزت الخطيئة الفرصة فأورثتني بالوصية كل نوع من الشهوات، فإن الخطيئة بمعزل عن الشريعة شئ ميت. 9 كنت أحيا من قبل إذ لم تكن

(4) لاحظ ما هناك من تواز بين هذا النص والفصل 6 حيث يبين بولس أن المسيحي، إذا مات مع المسيح، مات عن الخطيئة. أما هنا فإن الرسول يشرح أن المسيحي، إذا مات مع المسيح، " مات عن الشريعة ". فهناك تفسيران محتملان: 1) مات المسيحي عن الشريعة بجسد المسيح، بمعنى أن المسيح تحمل، بدل المؤمن وباسمه، حكم الموت على الخاطئ الذي تقتضيه الشريعة. فلم يبق للشريعة، بعد اليوم، أي مطلب تقدمه في شأن الإنسان المتحد بالمسيح.
2) إن المسيحي، باتحاده بالمسيح الذي مات وقام (الآية 4)، لا يحيا بعد اليوم في الجسد (الآية 5)، بل في الروح (الآية 6 وراجع روم 8 / 9)، و " شريعة الروح الذي يهب الحياة قد حررتني في يسوع المسيح من شريعة الخطيئة والموت " (روم 8 / 2)، والمسيحي يعمل " البر الذي تقتضيه الشريعة " (روم 8 / 4)، أي ما تقتضيه شريعة موسى من أخلاق، بحكم ما لهذه الحياة الجديدة من دينامية خاصة (راجع الحاشية السابقة)، في حين أنه كان فيما مضى " يسلك سبيل الجسد " (روم 8 / 5 - 7)، خاضعا لشريعة الخطيئة التي في أعضائه (روم 7 / 23)، فكانت شريعة الله تحكم عليه فتعده خاطئا ومحكوما عليه بالموت، من دون أن تمده بالقوة للخروج من هذه الحال. فلقد مات عن الشريعة، وهي لا تصدر بعد ذلك حكمها بإدانته (روم 8 / 1).
(5) هذه العبارة تدل على الإنسان بكامله، بصفته يعمل في العالم. لا يحط من قدر " الأعضاء "، فقد تكون، أما " في خدمة الدعارة والفسق "، وأما " في خدمة البر " (روم 6 / 18 - 19).
(6) يعلن بولس هنا، على عادته، عن الموضوع الذي سيعالجه، موضوع الفصل الثامن (راجع روم 6 / 14 الذي يعلن عن موضوع الفصل السابع). عن التمييز بين الحرف والروح، راجع 2 قور 3. المقصود هو التعارض بين شريعة موسى المكتوبة وشريعة الروح (روم 8 / 2) لا التمييز بين " حرف " الشريعة و " روحها ".
(7) إن معنى صيغة المتكلم يتضح بالتلميح الذي لا شك أنه تلميح إلى آدم وخطيئته، في الآيات 9 و 11 - 24. المقصود كل إنسان يجد نفسه، كما كان آدم، في صراع مع الشريعة والمعصية والخطيئة.
(8) خر 20 / 17 وتث 5 / 21.
(٤٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 476 477 478 479 480 481 482 483 484 485 486 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة