الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٢٠
اعتمدت هي وأهل بيتها (21)، دعتنا فقالت:
" إذا كنتم تحسبوني مؤمنة بالرب فادخلوا بيتي وأقيموا عندي ". فاضطرتنا إلى قبول دعوتها (22).
[بولس وسيلا في السجن (23)] 16 وكنا ذات يوم ذاهبين إلى المصلى (24)، فتلقتنا جارية يحضرها روح عراف (25)، وكانت بعرافتها تكسب سادتها مالا كثيرا. 17 فأخذت تسير في أثر بولس وأثرنا، وهي تصيح: " هؤلاء الرجال عبيد الله العلي، يبشرونكم (26) بطريق (27) الخلاص ". 18 وظلت تفعل ذلك عدة أيام، فاغتاظ بولس فالتفت وقال للروح: " آمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منها! " فخرج من وقته.
19 فلما رأى سادتها ضياع أملهم من الكسب، قبضوا على بولس وسيلا وجروهما إلى ساحة المدينة (28) لدى الحكام. 20 وقدموهما إلى القضاة وقالوا: " هذان الرجلان يوقعان الاضطراب في مدينتنا، وهما يهوديان، 21 يدعوان إلى سنن لا يحل لنا قبولها ولا اتباعها، ونحن رومانيون " (29). 22 فثار الجمع عليهما فنزع القضاة ثيابهما وأمروا بضربهما بالعصي 23 فانهالوا عليهما وأوسعوهما ضربا.
فألقوهما في السجن، وأوصوا السجان بأن يشدد الحراسة عليهما. 24 فلما تلقى السجان هذا الأمر، ألقاهما في السجن الجواني، وشد أرجلهما بالمقطرة (30)، 25 وعند نصف الليل، بينما بولس وسيلا يسبحان الله في صلاتهما، والسجناء يصغون إليهما، 26 إذ حدث زلزال شديد تزعزعت له أركان السجن، وتفتحت الأبواب كلها من وقتها، وفكت قيود السجناء أجمعين (31).

(21) عن اعتماد " بيوت " بأسرها، راجع 10 / 2 +.
(22) عن الضيافة، راجع 10 / 2 و 6 و 48 +. كان بولس يفضل سد حاجاته بنفسه (20 / 34 +)، ومن هنا إلحاح ليدية، أبدت كنيسة فيلبي لبولس كثيرا من السخاء (فل 4 / 15 - 16).
(23) بعد تدخلات الله التي وجهت بولس إلى مقدونية (آيات 6 - 10)، تشدد الرواية على إنشاء كنيسة فيلبي (الآيات 11 - 15)، وعلى تثبيت المرسلين بقوة المسيح (الآيات 16 - 18 و 25 - 34). واجه الدين المسيحي الوثنية في مدينة رومانية (راجع الآية 12 +)، فخرج من المعركة ظافرا.
(24) راجع 16 / 13 +.
(25) الترجمة اللفظية: " روح بيثون ". كان البيثون حية تحرس هيكل دلف. ولقد دل اللفظ بعد ذلك على كل روح عراف.
(26) قراءة مختلفة: " يبشروننا ".
(27) راجع 9 / 2 +.
(28) كانت ساحة المدينة، في المدن الهلينية، ساحة مركزية تبت فيها الأمور وتتم الصفقات ويصدر الحكم.
وكانت أروقتها، في المدن الكبرى كأثينة، مكان نقاش وتبادل أفكار (راجع 17 / 17).
(29) يشدد الكاتب عادة على عطف الرومانيين على المسيحيين. أما هنا فإنه يذكر، على سبيل الاستثناء، مقاومة من قبل مواطنين رومانيين. لكن الشكاوى المذكورة هنا (إخلال بالنظام ودعاية لمذهب) لا أساس لها. إذا كانت الدعاية للمذاهب تصدم العقلية الرومانية، فإنها لم تكن محرمة في تلك الأيام. الدافع الحقيقي للعداء هو خيبة أمل أرباب الجارية.
(30) كانت المقطرة قيودا مثبتة في الجدار تحول دون هرب السجناء.
(31) من الواضح أن الكاتب يرى في ما جرى معجزة، وإن كانت الزلازل غير نادرة في تلك المنطقة.
(٤٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 415 416 417 418 419 420 421 422 423 424 425 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة