الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٤٢٣
والرواقيين يباحثونه (10). فقال بعضهم: " ماذا يعني هذا الثرثار (11) بقوله؟ " وقال بعضهم الآخر: " يبدو أنه يبشر بآلهة غريبة " (12).
ذلك أنه كان يبشر بيسوع والقيامة. 19 فقبضوا عليه وساروا به إلى الأريوباغس (13) وقالوا له:
" هل لنا أن نعرف ما هو هذا التعليم الجديد الذي تعرضه؟ 20 فأنت تنقل إلى مسامعنا أمورا غريبة، ونحن نرغب في معرفة ما يعني ذلك ".
21 فقد كان أهل آثينة جميعا والنازلون عندهم من الأجانب يصرفون ساعات فراغهم في أمر واحد وهو أن يقولوا أو يسمعوا ما كان جديدا.
[خطبة بولس] 22 فوقف بولس في وسط (14) الأريوباغس وقال (15):
" يا أهل آثينة، أراكم شديدي التدين من كل وجه. 23 فإني وأنا سائر أنظر إلى أنصابكم وجدت هيكلا كتب عليه: إلى الإله المجهول (16). فما تعبدونه وأنتم تجهلونه، فذاك ما أنا أبشركم به (17). 24 إن الله الذي

(10) كانت الأبيقورية والرواقية أكثر المدارس الفلسفية انتشارا. وكانتا على اختلاف شديد بينهما، لكن المسيحية ستصطدم بما هو مشترك بينهما: رفض إله شخصي يختلف كل الاختلاف عن الكون، ونوع من أنواع الإنسية والعقلانية.
(11) الترجمة اللفظية: " لاقط حبوب "، يبدو أنه نعت طائر نهاب وثرثار يعسر أن يعرف معرفة دقيقة.
(12) ظنوا أن " القيامة " إلها جديدا شريكا ليسوع.
كانت فكرة القيامة الجسدية غريبة عن العقلية الهلينية، وكان اليونانيون لا يتصورون بقاء بعد الموت إلا عبر الخلود الروحي.
(13) " الأريوباغس " تل يقع في غرب قلعة الأكروبول. كان مجلس أثينة الأعلى يعقد جلساته هناك قبل أن ينتقل إلى ساحة المدينة. قد تدل كلمة " أريوباغس " هنا على التل، علما بأنه مكان هادئ للمحادثة. لكن الراجح أن المقصود هو المجلس وقد أصبحت صلاحياته دينية وفكرية على وجه خاص. كثيرا ما يشدد الكاتب على الشهادة أمام السلطات (4 / 8 - 12 و 5 / 27 - 33 الخ، وراجع 9 / 15 ولو 21 / 12). أراد القضاة أن يستخبروا عن هذه العقيدة المجهولة ونتائجها، من غير أن يرفعوا دعوى (ورد في الآية 34 أن أحدهم اهتدى).
(14) أو: " أمام ".
(15) إن خطبة بولس التي تبدأ هنا هي بين خطب بولس الكبرى التي ترد في أعمال الرسل (13 / 16 - 41 و 20 / 18 - 35 و 22 / 1 - 21 و 24 / 10 - 21 و 26 / 2 - 33) وأظهرها الأسلوب بولس في تبشيره للوثنيين (راجع 14 / 15 +، و 1 تس 1 / 9 - 10 وعب 6 / 1 - 2). بعد مقدكة تنتهي إلى الكلام على " الإله المجهول " (الآيتان 22 - 23)، يشير بولس إلى أن هذا الإله هو الإله الخالق الذي يعنى بالخليقة (وهو الذي بشر به وثنيي لسترة:
14 / 15 +). ثم يعرض الإنجيل مباشرة (الآيتان 30 - 31) من زاوية خاصة في رأينا (الآية 31 +). وتتضمن خطبته بضعة مواضيع مألوفة في تبشير اليهود للوثنيين (الآية 24 +، والآية 25 +، وراجع حك 13 - 14 وروم 1 / 19 - 25 واف 4 / 17 - 19). أراد بولس أن يساعد سامعيه على الخروج من " الجهل " (الآية 30 +)، فاهتم أن يجد في الوثنية وجوه شبه برسالته (الآية 23 +).
(16) أو: " إلى الإله الذي لا يعرف ". كانوا يكرسون مذابح " للآلهة المجهولة " على أمل أن ينالوا لأنفسهم حظوة آلهة منسية أو مجهولة. لكن بولس يستعمل هنا هذه العبارة بصيغة المفرد، فربما وجدت هذه العبارة في المفرد، مع أنه لم يعثر عليها حتى الآن في الكتابات القديمة. أو لربما كيف بولس هذه العبارة لما كان يتوخاه، وهو إعداد سامعيه للتبشير بإله إسرائيل ويسوع، وكأنهم يكرمونهما من دون أن يعرفوهما.
(17) قراءة مختلفة: " فالذي تعبدونه.. فذلك من أنا.. ".
(٤٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 418 419 420 421 422 423 424 425 426 427 428 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة