الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٣٤٥
24 حتى الآن لم تسألوا شيئا باسمي (19).
إسألوا تنالوا فيكون فرحكم تاما (20).
25 قلت لكم هذه الأشياء بالأمثال.
تأتي ساعة لا أكلمكم فيها بالأمثال بل أخبركم عن الآب بكلام صريح (21).
26 في ذلك اليوم تسألون باسمي ولا أقول لكم إني سأدعو الآب لكم 27 فإن الآب نفسه يحبكم لأنكم أحببتموني وآمنتم أني خرجت من لدن الله (22).
28 خرجت من لدن الآب وأتيت إلى العالم.
أما الآن، فإني أترك العالم وأمضي إلى الآب ".
29 فقال تلاميذه: " ها إنك تتكلم الآن كلاما صريحا ولا تضرب مثلا. 30 الآن عرفنا أنك تعلم كل شئ، لا تحتاج إلى من يسألك (23). فلذلك نؤمن بأنك خرجت من الله ".
31 أجابهم يسوع:
" الآن تؤمنون؟
32 ها هي ذي ساعة آتية، بل قد أتت فيها تتفرقون فيذهب كل واحد في سبيله وتتركوني وحدي (24).
ولست وحدي، فإن الآب معي (25).
33 قلت لكم هذه الأشياء ليكون لكم بي السلام (26).
تعانون الشدة (27) في العالم ولكن ثقوا

(١٩) لم يستطع التلاميذ حتى اليوم أن يسألوا شيئا باسمه، لأنه لا يتولى سلطان الوسيط على وجه تام إلا بحكم انتقاله إلى المجد.
(٢٠) راجع متى ٧ / ٧ - ٨ و ١١ و ١٨ / ١٩ ولو ١١ / ٩ - ١٣.
(٢١) سبق للأناجيل الإزائية أن نوهت بدور التعليم بالأمثال. يعرض هذا التعليم علنا لجميع الناس فيستدعي شروحا لاحقة وتفهما تدريجيا يخص بها التلاميذ (راجع مر ٤ / ١١ - ١٢ و ٣٣ / ٣٤ ومتى ١٣ / ١١ - ١٣ و ٣٤ / ٣٥ ولو ٨ / ١٠ ويو ١٠ / ٦). أما هنا، فإن مجمل تعليم يسوع في أثناء خدمته الرسولية في فلسطين يعد مغلقا إلى حد ما، إلى أن يأتي نور الفصح وهبة الروح ويساعدا على إدراك معناه في حقيقته (٢ / ١٩ و ٢٢ و ١٢ / ١٤ و ١٦ و ١٣ / ٤ - ٧). وجدير بالذكر أن هذا التعليم يركز على شخص الآب.
(٢٢) إن وساطة المسيح تفوق كثيرا جدا وساطة وسيط عادي. وهي تتم بقدر ما يرتبط به التلاميذ، بفضل الإيمان والمحبة، ارتباطا وثيقا يجعلهم يشتركون مباشرة في اتحاده بالآب (راجع ٣ / ٣٥ و ٥ / ٢٠). من وجهة النظر هذه تظهر فعالية السؤال " باسم يسوع " (راجع ١٤ / ١٣ - ١٤).
(٢٣) انطلاقا من الحدث الفصحي، يصل الذين بدأوا يؤمنون بالمسيح إلى مستوى تفهم عميق له، فيكتشفون أن يسوع يعرف الأحداث والقلوب معرفة تامة، وأنه لا ينتظر طرح أسئلتهم، بل يأتيهم بالأقوال التي تجيب إلى انتظارهم.
(٢٤) إيمان التلاميذ الحالي لا يزال غير كاف، فإنهم لا يزالون عاجزين عن مقاومة محنة الآلام مقاومة تامة.
فستبددهم قوى الشر (راجع زك ١٣ / ٧ ومر ١٤ / ٢٧ ومتى ٢٦ / ٣١ ويو ١٠ / ١٢) وسيذهب كل واحد في سبيله، ويسوع هو الذي يعمل على جمعهم وتوحيدهم.
(٢٥) راجع ٨ / ١٦ و ٢٩ و ١٠ / ٣٠. قد يكون أن يوحنا أراد دفع سوء فهم مر ١٥ / ٣٤. حتى في أحلك ساعات الآلام، يظل الآب حاضرا إلى جانبه.
(٢٦) راجع ١٤ / ٢٧.
(٢٧) تدل هذه الكلمة تارة على المحن الكبرى التي تسبق حدث الانتصار المشيحي (مر ١٣ / ١٩ و ٢٤ وروم ٢ / ٩)، وتارة على الاضطهادات التي تعانيها الجماعة المسيحية (مر ٤ / ١٧ ورسل ١١ / ١٩، و ١ تس ١ / ٦ و ٣ / ٣ و ٧ و ٢ تس ١ / ٤ و ٥ و ٢ قور ١ / ٨ و ٢ / ٤ و ٤ / ١٧ و ٦ / ٤ و ٧ / ٤ و ٨ / ٢ و ١٣ الخ). يقارب يوحنا بين الوجهين ويرى في الاضطهادات التي تصيب المؤمنين (راجع ١٥ / ١٨ - ١٦ / ٤)، كما يرى في آلام يسوع، تلك المحنة الأخيرية التي تستبق وتحقق الانتصار وتأتي بالفرح.
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة