الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٥٤
[مثل القاضي الظالم] [18] 1 وضرب لهم مثلا في وجوب المداومة على الصلاة من غير ملل (1)، 2 قال: " كان في إحدى المدن قاض لا يخاف الله ولا يهاب الناس. 3 وكان في تلك المدينة أرملة تأتيه فتقول: أنصفني من خصمي. 4 فأبى عليها ذلك مدة طويلة، ثم قال في نفسه (2): أنا لا أخاف الله ولا أهاب الناس، 5 ولكن هذه الأرملة تزعجني، فسأنصفها لئلا تظل تأتي وتصدع رأسي " (3). 6 ثم قال الرب (4): " اسمعوا ما قال القاضي الظالم. 7 أفما ينصف الله (5) مختاريه الذين ينادونه نهارا وليلا وهو يتمهل في أمرهم؟ (6) 8 أقول لكم: إنه يسرع إلى إنصافهم (7). ولكن، متى جاء ابن الإنسان، أفتراه يجد الإيمان على الأرض؟ " (8) [مثل الفريسي والعشار (9)] 9 وضرب أيضا هذا المثل لقوم (10) كانوا متيقنين أنهم أبرار، ويحتقرون سائر الناس (11): 10 " صعد رجلان إلى الهيكل ليصليا، أحدهما فريسي والآخر عشار.
11 فانتصب الفريسي قائما يصلي فيقول في نفسه: " اللهم، شكرا كل لأني لست كسائر الناس السراقين الظالمين الفاسقين، ولا مثل هذا العشار. 12 إني أصوم مرتين في الأسبوع، وأؤدي عشر كل ما أقتني " (12). 13 أما العشار

(1) يعبر لوقا هنا عن المعنى الذي يضفيه على المثل، بعبارات يمتاز بها بولس: " المداومة على الصلاة " (2 تس 1 / 11 وفل 1 / 4 وروم 1 / 10 وقول 1 / 3 وف 4)، " وعدم فتور الهمة " (2 تس 3 / 13 و 2 قور 4 / 1 و 16 وغل 6 / 9 واف 3 / 13). وفي أعقاب الخطبة السابقة وبواسطة التطبيق الوارد في الآيات 6 - 8، يركز لوقا هذه الصلاة على مجئ يسوع الأخيري (راجع 21 / 36).
(2) راجع 12 / 17 +.
(3) وهناك من يترجم: " لئلا تظل تأتي وتلطم وجهي ". لكن هذه الترجمة أقل مناسبة للنص ولوضع الأرملة. على كل حال، يأخذ القاضي قراره لغاية أنانية محض، إلا أن إلحاح الأرملة أصاب هدفه.
(4) المقصود بهذا الاسم هو يسوع (راجع 7 / 13 +) وهو يفتتح المثل.
(5) لا يتردد يسوع في تشبيه الله بقاض لا عدل عنده (راجع 16 / 1 +). هذا استدلال في صيغة " كم بالأحرى ".
(6) جملة غامضة. منهم من يترجم: " وهو يتمهل في أمرهم " أو " حتى لو تمهل في أمرهم " أو " مع أنه صابر عليهم ". المقصود، على كل حال، هو حجر العثرة التقليدي الذي يولده ما يبدو جمودا لدى الله (مز 44 / 23 وزك 1 / 12)، علما بأن تأخر مجئ المسيح يضاعف الشعور بحجر العثرة هذا عند المسيحيين (2 بط 3 / 9 ورؤ 6 / 9 - 11).
(7) ينبئ يسوع هنا بدينونة عاجلة، كما فعله في غيرها من الحالات (مر 9 / 1 و 13 / 30 +) لا شك أن لوقا يفكر، شأنه في 17 / 22 - 37، في دينونة غير منتظرة وفي مستقبل غير محدد.
(8) في هذه الحكمة، التي كانت في الأصل، ولا شك، مستقلة عن المثل السابق، عرض " للارتداد عن الدين " المرتقب حدوثه في آخر الأزمنة، وهو موضوع تقليدي في الأدب الرؤيوي (راجع 2 تس 2 / 3 ومتى 24 / 10 - 12).
(9) عن نوع هذا المثل، راجع 10 / 30 +.
(10) أو " في شأن قوم ".
(11) يشير لوقا إلى الهدف الذي يراه في المثل التالي.
يرى فيه انتقادا للمتيقنين من برهم (راجع 5 / 32 و 15 / 7) والراغبين في إظهاره (راجع 16 / 15 و 10 / 29). هذا في نظره دعوة إلى التواضع (الآية 14).
(12) لا شك أن الفريسي يقوم بأعمال التقوى التي يفرضها عليه مذهبه (راجع 5 / 33 و 11 / 42) ويجد فيها التيقن من بره، لكنه لا ينتظر شيئا من الله.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة