الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٥١
العذاب، فرأى إبراهيم عن بعد ولعازر في أحضانه. 24 فنادى: يا أبت إبراهيم ارحمني فأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه في الماء ويبرد لساني، فإني معذب في هذا اللهيب. 25 فقال إبراهيم: يا بني، تذكر أنك نلت خيراتك في حياتك ونال لعازر البلايا. أما اليوم فهو ههنا يعزى وأنت تعذب (32). 26 ومع هذا كله، فبيننا وبينكم أقيمت هوة عميقة، لكيلا يستطيع الذين يريدون الاجتياز من هنا إليكم أن يفعلوا ولكيلا يعبر من هناك إلينا (33).
27 فقال: أسألك إذا يا أبت أن ترسله إلى بيت أبي، 28 فإن لي خمسة إخوة. فلينذرهم لئلا يصيروا هم أيضا إلى مكان العذاب هذا.
29 فقال إبراهيم: عندهم موسى والأنبياء، فليستمعوا إليهم. 30 فقال: لا يا أبت إبراهيم، ولكن إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون. 31 فقال له: إن لم يستمعوا إلى موسى والأنبياء، لا يقتنعوا ولو قام واحد من الأموات " (34).
[مسببو الزلات (1)] [17] 1 وقال لتلاميذه: " لا محالة من وجود أسباب العثرات (2)، ولكن الويل لمن تأتي عن يده. 2 فلأن تعلق الرحى في عنقه ويلقى في البحر أولى به من أن يكون حجر عثرة لأحد هؤلاء الصغار. 3 فخذوا الحذر لأنفكسم.
[الصفح عن القريب] " إذا خطئ إليك أخوك فوبخه، وإن تاب فاغفر له. 4 وإذا خطئ إليك سبع مرات في اليوم (3)، ورجع إليك سبع مرات فقال: أنا تائب، فاغفر له ".
[قوة الإيمان] 5 وقال الرسل (4) للرب: " زدنا إيمانا " (5).
6 فقال الرب: " إذا كان لكم إيمان بمقدار حبة خردل (6)، قلتم لهذه التوتة: انقلعي وانغرسي في البحر، فأطاعتكم.

(31) ينظر إلى هذا المثوى كما تتصوره بعض الجماعات اليهودية: فالأموات مصنفون قبل الدينونة (راجع الآية 28) أصنافا مختلفة تستبق السعادة والعقاب الأبدي (راجع 23 / 43 +). ينفرد لوقا بين أصحاب الأناجيل بعرض أوضاع الأفراد في الآخرة. وهو، في استعماله استعارات زمانه، لا يريد اطلاع قرائه على الدنيا الآخرة، بل يهدف إلى أن يدلهم على سبيل الخلاص.
(32) يعرض إبراهيم هنا مبدأ انقلاب الأوضاع بعد الموت. وهذا الموضوع التقليدي، الذي نجده في نصوص أخيرية، ليس هو كل ما يفكره يسوع في هذا الأمر.
فسينتهي المثل بالإشارة إلى ضرورة التوبة والإيمان للإفلات من الدينونة.
(33) لا نجد هذه الاستعارة في النصوص الكتابية للآخرة، وهي تدل على أن مصير الناس يحدد عند الموت تحديدا لا عودة فيه.
(34) في هذه الآية ذروة المثل. فالعلامة الحاسمة لحمل الإنسان على الإيمان ليست المعجزة الخارقة، بل " الكتاب المقدس " (راجع 24 / 27 و 44)، أي ترابط الوحي.
لقد ذكر يسوع في مكان آخر عدم تأثير المعجزات في مدن الجليل (راجع 10 / 13 +)، وفضل الآيات الروحية على الآيات الظاهرية (يو 14 / 11 و 20 / 29).
(1) يجمع لوقا هنا عدة أقوال ليسوع في الحياة في الجماعة: العثار والغفران الأخوي والإيمان.
(2) راجع متى 5 / 29 +.
(3) أو: " في اليوم نفسه ".
(4) راجع 6 / 13 +.
(5) أو: " هبنا الإيمان ".
(6) " أصغر البذور كلها " (متى 13 / 32 ومر 4 / 31).
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة