الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢١٠
" طوبى (20) لكم أيها الفقراء (21) فإن لكم ملكوت الله.
21 طوبى لكم أيها الجائعون الآن فسوف تشبعون (22).
طوبى لكم أيها الباكون الآن فسوف تضحكون (23).
22 طوبى لكم إذا أبغضكم الناس ورذلوكم وشتموا اسمكم ونبذوه (24) على أنه عار من أجل ابن الإنسان. 23 افرحوا في ذلك اليوم واهتزوا طربا، فها إن أجركم في السماء عظيم، فهكذا فعل آباؤهم بالأنبياء (25).
24 لكن الويل (26) لكم أيها الأغنياء

(20) التطويبات صيغ تقليدية في الكتاب المقدس والدين اليهودي للتعبير عن الإنباء النبوي بفرح مقبل (اش 30 / 18 و 32 / 20 ودا 12 / 12..). أو عن الشكر على فرح حاضر (مز 32 / 1 - 2 و 33 / 12 و 84 / 5 و 6 و 13..)، أو عن الوعد بمكافأة، في إرشادات الحكماء (مثل 3 / 13 و 8 / 32 و 34 وسي 14 / 1 - 2 و 20 و 25 / 8 - 9 ومز 1 / 1 و 2 / 12 و 34 / 9..). وهي تقصد دائما فرحا يمنحه الله.
تذكر الأناجيل عدة تطويبات ليسوع. منها ما هو تهنئة بعطية ثم منحها، ومعظمها مواعد للذين يتقبلون رسالته (متى 11 / 6 ولو 11 / 28 و 12 / 37 و 38 و 43 و 14 / 14 ويو 13 / 17 و 20 / 29).
تستهل هذه الخطبة بتطويبات وردت في إنجيل لوقا كما وردت في إنجيل متى. لكن لوقا لا يروي منها إلا أربع لها ما يعادلها في تطويبات متى 5 / 1 - 12 التسع. ويبدو أن تطويبات لوقا تتناول أحوالا حاضرة تدعو إلى العمل، وتتناول تطويبات متى مواقف يقوم عليه البر. لا يستغرب أن يكون متى قد شدد على دورها الارشادي، ولوقا على طابعها الاجتماعي، مراعيا اهتمامه بالفقراء (راجع الحاشية التابعة).
في إنجيل لوقا، تلي التطويبات أربع نقائض تعلن ويل سعداء هذا العالم. لم يروها متى، واعتقد بعض المفسرين بأن لوقا حررها بنفسه تأييدا لعبرة التطويبات. هذا الافتراض غير أكيد، لأننا نجد في العهد القديم أزواجا من التطويبات والويلات (طو 13 / 14 ومثل 28 / 14 وجا 10 / 16 - 17 واش 3 / 10 - 11 وار 17 / 5 - 8).
إن الفكرة العامة التي تنطوي عليها تطويبات لوقا هي الوعد بالخلاص لمن هم " الآن " فقراء ومحزونون. فملكوت الله يبدو انقلابا للمواقف الحاضرة (راجع لو 1 / 51 - 53 و 16 / 19 - 26).
(21) المقصود هنا قبل كل شئ أولئك " الفقراء " إلى خيرات هذه الدنيا (في حين أن الكلام يدور عند متى على " الفقراء بالروح ")، كما تشير إليه تطويبات التالية والويلات التي تقابلها. كثيرا ما عبر يسوع عن معزته الخاصة للفقراء (مر 10 / 21 و 12 / 43)، ولقد أعارهم لوقا اهتماما خاصا (14 / 13 و 21 و 16 / 19 - 26 و 19 / 8). وحين يوجه يسوع رسالته إلى الفقراء أولا (4 / 18 و 7 / 22)، يشمل الصغار أيضا (10 / 21) والوضعاء (14 / 11 و 18 / 14) الذين ولد هو نفسه بينهم. وهذه الأفضلية التي يخص بها الفقراء والصغار هي الدليل على جود الله المطلق، وهي دعوة إلى انتظار كل شئ من نعمته، وإلى الشفقة على البؤسا، وليس هو بأمر غريب عن لوقا.
(22) لهذا الوعد صدى أخيري. سبق للعهد القديم أن أنبأ ب‍ " شبع الجياع " (اش 49 / 10 وار 31 / 12 و 25 وحز 34 / 29 و 36 / 29) وأضاف أحيانا إليه، كما الأمر هو في هذا النص، الإنباء بالفرح الذي يعقب البكاء (اش 25 / 6 - 9).
(23) البكاء والضحك عبارتان أشد واقعية ويرجح أنهما أقدم من عبارات متى 5 / 4، وهما تميزان البؤساء والسعداء في هذا العالم. يظهر الإنجيل أنه لا يكفي الإنسان أن يكون بائسا أو سعيدا في الواقع لينال السعادة أو البؤس، بل لا بد له أن يتفهم ويتقبل وضعه في ضوء الخلاص.
(24) لا شك أن هذه العبارة السامية، التي لا نجدها في متى 5 / 11، تعني في أصلها: شهروكم.
(25) في أثر اضطهاد انطيوخس الرابع في السنة 167 ق. م. (2 مك 6 - 7)، كثيرا ما شدد الدين اليهودي على " الاضطهادات " التي عاناها " الأنبياء " وعلى استشهادهم.
وكثيرا ما يذكر يسوع أيضا استشهاد الأنبياء (لو 11 / 47 - 51 و 13 / 33 و 34).
(26) المقصود من النقائض الأربعة التالية، وهي توازي التطويبات تماما، أن تبرز ما تعد به التطويبات، لا بل ما تتطلبه أيضا. فهي ليست لعنات (" اللعنة عليكم! ") ولا أحكاما لا رجوع عنها، بل رثاء (" ما أتعسكم! ") وتهديد:
دعوات قوية إلى التوبة (راجع 10 / 13 و 11 / 42 - 52 و 17 / 1 و 21 / 23 و 22 / 22).
(٢١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة