الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢١٣
مائة (2) خادم (3) مريض قد أشرف على الموت، وكان عزيزا عليه. 3 فلما سمع بيسوع، أوفد إليه بعض أعيان اليهود (4) يسأله أن يأتي فينقذ خادمه. 4 ولما وصلوا إلى يسوع، سألوه بإلحاح قالوا: " إنه يستحق أن تمنحه ذلك، 5 لأنه يحب أمتنا، وهو الذي بنى لنا المجمع " (5). 6 فمضى يسوع معهم. وما إن صار غير بعيد من البيت، حتى أرسل إليه قائد المائة بعض أصدقائه يقول له: " يا رب، لا تزعج نفسك، فإني لست أهلا لأن تدخل تحت سقفي، 7 ولذلك لم أرني أهلا لأن أجئ إليك، ولكن قل كلمة يشف خادمي. 8 فأنا مرؤوس ولي جند بإمرتي، أقول لهذا: إذهب!
فيذهب، وللآخر: تعال! فيأتي، ولخادمي:
أفعل هذا! فيفعله ". 9 فلما سمع يسوع ذلك، أعجب به والتفت إلى الجمع الذي يتبعه فقال: " أقول لكم: لم أجد مثل هذا الإيمان حتى في إسرائيل " (6). 10 ورجع المرسلون إلى البيت، فوجدوا الخادم قد ردت إليه العافية.
[إحياء ابن أرملة نائين] 11 وذهب بعدئذ إلى مدينة يقال لها نائين (7)، وتلاميذه يسيرون معه، وجمع كثير.
12 فلما اقترب من باب المدينة، إذا ميت محمول، وهو ابن وحيد (8) لأمه وهي أرملة.
وكان يصحبها جمع كثير من المدينة. 13 فلما رآها الرب (9) أخذته الشفقة عليها، فقال لها:
" لا تبكي! " 14 ثم دنا من النعش، فلمسه (10) فوقف حاملوه. فقال: " يا فتى، أقول لك:
قم! " (11) 15 فجلس الميت وأخذ يتكلم،

(2) ضابط في الجيش الروماني على رأس مئة رجل وهو وثني (راجع الآية 9).
(3) المريض هنا يشرف على الموت، كما هو في يو 4 / 49، لا كما هو في متى 8 / 5 - 6.
(4) الترجمة اللفظية: " شيوخ ".
(5) يصور لنا لوقا هذا الوثني ميالا إلى اليهود، كقائد المئة قرنيليوس في رسل 10 / 2.
(6) يقوم إيمان قائد المئة على تقبل سلطان يسوع بدون تحفظ (راجع متى 8 / 10 +). وعبارة لوقا أقل قساوة لإسرائيل من عبارة متى.
(7) لا شك أن لوقا يدرج هنا هذه الرواية التي ينفرد بها ليمهد لما يقوله يسوع في 7 / 22 (وما يوازيه في متى 11 / 5 ممهد له في 9 / 23 - 26). تطبق الرواية على يسوع بعض ملامح إيليا وسيرته (1 مل 17 / 10 و 12 و 17 - 24)، وهذا ما نراه غالبا عند لوقا.
(8) لوقا وحده يذكر أيضا مثل هذه الصفة في 8 / 42 و 9 / 38. لا شك أن في ذلك إشارة إلى معجزة إيليا (1 مل 17 / 12).
(9) يطلق لوقا هذا اللقب على يسوع نحو عشرين مرة في مقاطع روايته القصصية، بغض النظر عن المنادى " يا رب " ومعناه أضعف. وبذلك يدل على ملك يسوع الخفي.
مرة واحدة فقط يطلق متى ومرقس على يسوع لقب " الرب " (متى 21 / 3 ومر 11 / 3).
(10) يوضع الجثمان مباشرة على محمل، بدون نعش.
(11) استعمل هذا الفعل، ومعناه الأصلي " أنهض، نهض " (راجع لو 1 / 69 و 3 / 8 و 5 / 23 - 24 و 6 / 8 ورسل 9 / 8 و 10 / 26) و " أيقظ " (راجع رسل 12 / 7)، للتعبير عن " قيامة " الأموات، وذلك منذ نشأة هذه العقيدة (راجع أحد نصوص دا 12 / 2 اليونانية). ويستعمله لو، كسائر كتاب العهد الجديد، للدلالة على القيامة العامة في اليوم الأخير (20 / 37 وربما 11 / 31)، لا بل على معجزات القيامة التي أجراها يسوع (7 / 22 و 8 / 54) وعلى قيامة المعلم (9 / 22 و 24 / 6 و 34). وكثيرا ما يستعمل هذا اللفظ في البلاغ الفصحي القديم (رسل 3 / 15 و 4 / 10 و 5 / 30 و 10 / 40 و 13 / 37 و 1 تس 1 / 10 و 1 قور 15 / 4 و 12 - 15..)، بالتوازي مع فعل " قام " الذي نجده في لو 8 / 55 و 18 / 33 و 24 / 7 و 46 وفي أعمال الرسل (راجع رسل 10 / 40).
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة