الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٩٩
يوحنا بن زكريا في البرية (7)، 3 فجاء إلى ناحية الأردن كلها (8)، ينادي (9) بمعمودية توبة (10) لغفران الخطايا (11)، 4 على ما كتب في سفر أقوال النبي أشعيا (12):
" صوت مناد في البرية:
أعدوا طريق الرب واجعلوا سبله قويمة.
5 كل واد يردم وكل جبل وتل يخفض (13) والطرق المنعرجة تقوم والوعرة تسهل 6 وكل بشر يرى خلاص الله " (14).
7 وكان يقول للجموع التي تخرج إليه لتعتمد عن يده (15): " يا أولاد الأفاعي، من أراكم سبيل الهرب من الغضب الآتي؟ (16) 8 فأثمروا إذا ثمرا يدل على توبتكم (17)، ولا تعللوا النفس قائلين: " إن أبانا هو إبراهيم ".
فإني أقول لكم إن الله قادر على أن يخرج من هذه الحجارة أبناء لإبراهيم. 9 ها هي ذي الفأس على أصول الشجر، فكل شجرة لا تثمر ثمرا طيبا تقطع وتلقى في النار ".
10 فسأله الجموع (18): " فماذا نعمل؟ " 11 فأجابهم: " من كان عنده قميصان، فليقسمهما بينه وبين من لا قميص له. ومن كان عنده طعام، فليعمل كذلك ". 12 وأتى إليه أيضا بعض العشارين (19) ليعتمدوا، فقالوا له:

(7) يعبر عن دعوة يوحنا بالألفاظ الواردة في ار 1 / 1 (اليوناني)، للدلالة على طابعها النبوي.
(8) ورد في متى ومرقس أن يوحنا ينادي في البرية (راجع متى 3 / 1 +)، في حين أن لوقا كتب أن يوحنا غادر البرية لينادي في ناحية الأردن، وكان فيها عدد يذكر من السكان، نتيجة للأبنية التي شيدها هيرودس الكبير وإرخلاوس. في نظر لوقا، تشكل هذه الناحية مكان يوحنا الخاص، كما أن الجليل واليهودية يشكلان مكان نشاط يسوع.
(9) هذا اللفظ، الدال على المناداة العلنية، على طريقة المنادي (راجع متى 3 / 1 +). هو من لغة المسيحية القديمة (1 تس 2 / 9..) يطلقه لوقا على " مناداة " يسوع الأولية (4 / 18 - 19) وعلى " تبشيره " العادي (4 / 44 و 8 / 1) وعلى تبشير الرسل (9 / 2 و 12 / 3 و 24 / 47 ورسل 10 / 42) وبولس (رسل 9 / 20 و 19 / 13 و 20 / 25 و 28 / 31) وسائر المرسلين (لو 8 / 39 ورسل 8 / 5).
(10) راجع متى 3 / 2 +.
(11) راجع متى 1 / 4 +.
(12) اش 40 / 3 - 5. عن طريقة الإزائيين في ذكر الآية الأولى، راجع متى 3 / 3 +.
(13) تعني هذه الاستعارة في نظر أشعيا أن الله سيذل عظماء هذا العالم (اش 2 / 2 - 14 ومز 68 / 16 - 17).
ولا شك أن لوقا يضفي عليها المعنى نفسه (راجع 1 / 52 و 14 / 11 و 18 / 14).
(14) يستشهد لوقا بهذه الآية بحسب العهد القديم اليوناني ويختصرها. ويذكر منها أكثر مما ذكر متى ومرقس، للدلالة على أن يسوع سيأتي بالخلاص إلى " جميع " الناس.
وسيعود إلى هذا الموضوع في خاتمة سفر أعمال الرسل (28 / 28).
(15) في إنجيل لوقا، توجه الإنذارات الواردة في الآيات 7 - 9 إلى جميع سامعي يوحنا (في إنجيل متى، إلى الفريسيين والصدوقيين). فهم كلهم خاطئون، محتاجون إلى التوبة بالنظر إلى الدينونة الآتية.
(16) راجع متى 3 / 7 +.
(17) راجع متى 3 / 8 +. يتكلم لوقا على " الثمر " بصيغة اسم الجمع، الأمر الذي يشير إلى الأعمال التي سيذكرها في الآيات 10 - 14.
(18) الآيات 10 - 14 هي مقطع ينفرد به لوقا. أمام الانذار بالدينونة، تظهر الجموع والذين يعدون خاطئين توبتهم فيسألون: " ماذا نعمل؟ " (راجع رسل 2 / 37 و 16 / 30 و 22 / 10). يعرض يوحنا عليهم أن يسلكوا سلوك الإخاء والبر، دون أن يفرض على جباة الضرائب والجنود أن يتخلوا عن حرفتهم التي كانت مستهجنة.
(19) " العشارون ". لم يكن ينظر إليهم نظرة استحسان، بسبب تعاملهم مع المحتل الوثني وبسبب تجاوزاتهم. وكان الرأي العام يجعلهم في عداد " الخاطئين " (5 / 30 و 7 / 34 و 15 / 1 - 2 و 19 / 7).
(20) نترجم هنا ب‍ " المشيح "، لأن الذين يلفظون هذا اللقب يضيفون عليه معنى قوميا وسياسيا (كذلك في 22 / 67 و 23 / 2 و 35 و 39 و 20 / 41). ونترجم هذه الكلمة ب‍ " المسيح " في النصوص التي تظهر فيها جدتها المسيحية (2 / 11 و 26 و 4 / 41 و 9 / 20 و 24 / 26 و 46). وسيظل تلاميذ " يوحنا " زمنا طويلا يتساءلون هل معلمهم هو المشيح (راجع رسل 13 / 25 ويو 1 / 19 - 20 و 3 / 28).
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة