الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ٢٠٥
بهم. فكان يضع يديه على كل واحد منهم فيشفيه. 41 وكانت الشياطين أيضا تخرج من أناس كثيرين (31) وهي تصيح: " أنت ابن الله! " فكان ينتهرها ولا يدعها تتكلم (32)، لأنها عرفت أنه المسيح.
[يسوع في اليهودية] 42 وخرج عند الصباح، وذهب إلى مكان قفر، فسعت إليه الجموع تطلبه فأدركته، وحاولوا أن يمسكوا به لئلا يذهب عنهم.
43 فقال لهم: " يجب علي أن أبشر سائر المدن أيضا بملكوت الله (33)، فإني لهذا أرسلت ".
44 وأخذ يبشر (34) في مجامع اليهودية.
[التلاميذ الأولون] [5] 1 وازدحم الجمع عليه لسماع كلمة الله، وهو قائم على شاطئ بحيرة جناسرت. 2 فرأى سفينتين راسيتين عند الشاطئ، وقد نزل منهما الصيادون يغسلون الشباك. 3 فركب إحدى السفينتين وكانت لسمعان، فسأله أن يبعد قليلا عن البر. ثم جلس يعلم الجموع من السفينة (1).
4 ولما فرغ من كلامه، قال لسمعان: " سر في العرض، وأرسلوا شباككم للصيد ".
5 فأجاب سمعان: " يا معلم (2)، تعبنا طوال الليل ولم نصب شيئا، ولكني بناء على قولك أرسل الشباك ". 6 وفعلوا فأصابوا من السمك شيئا كثيرا جدا، وكادت شباكهم تتمزق.
7 فأشاروا إلى شركائهم في السفينة الأخرى أن يأتوا ويعاونوهم. فأتوا، وملأوا كلتا السفينتين حتى كادتا تغرقان. 8 فلما رأى سمعان بطرس (3) ذلك، ارتمى عند ركبتي يسوع وقال: " يا رب، تباعد عني، إني رجل خاطئ " (4). 9 وكان الرعب قد استولى عليه وعلى أصحابه كلهم، لكثرة السمك الذي صادوه. 10 ومثلهم يعقوب ويوحنا ابنا زبدى، وكان شريكي سمعان. فقال يسوع لسمعان:
" لا تخف! ستكون بعد اليوم للناس صيادا " (5). 11 فرجعوا بالسفينتين إلى البر،

(31) خلافا لما يفعل مرقس، يضع لوقا الممسوسين في عداد المرضى (راجع الآية 39 و 11 / 14 و 13 / 11 ورسل 10 / 38 و 19 / 12).
(32) راجع مر 1 / 34 +.
(33) إن عبارة يسوع المألوفة هذه تظهر عند لوقا للمرة الأولى، وهي ترتبط بالفكر الكتابي الذي يعبر بها عن ملك الله الدائم على العالم (مز 93 / 1 - 2 و 95 / 3 و 99 / 1 - 4..) وتبشر بظهوره منتصرا في زمن الخلاص (اش 52 / 7 ومز 96 / 10 و 97 / 1 و 98 / 6..). وهذا المعنى الثاني هو الذي يعتمده يسوع عادة في " بشارته ".
(34) الترجمة اللفظية: " يعلن " (راجع 3 / 3 +).
(1) هناك مشهد مماثل في متى 13 / 2 - 3 ومر 4 / 1 - 2.
(2) لا يرد هذا اللفظ إلا عند لوقا، وعلى لسان التلاميذ دائما (8 / 24 و 45 و 9 / 33 و 49)، باستثناء 17 / 13. من شأنه أن يشير إلى إيمان أعمق بسلطة يسوع من لفظ " ديدسكلوس " الذي يترجم هو أيضا ب‍ " معلم ".
(3) إنها المرة الوحيدة التي يطلق فيها لوقا على بطرس هذا الاسم المزدوج (راجع 6 / 14 +). نجده في متى 16 / 16، وفي إنجيل يوحنا عادة (لا سيما في 21 / 2 و 3 و 7 و 11).
(4) يكتشف بطرس في المعجزة قوة يسوع الإلهية (" الرب ") ويعترف بأنه ليس أهلا ليبقى معه.
(5) راجع مر 1 / 17 +.
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة