الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٨٩
جبرائيل إلى مدينة في الجليل اسمها الناصرة (43)، 27 إلى عذراء (44) مخطوبة (45) لرجل من بيت داود اسمه يوسف، واسم العذراء مريم. 28 فدخل إليها فقال:
" إفرحي (46)، أيتها الممتلئة نعمة (47)، الرب معك " (48). 29 فداخلها لهذا الكلام اضطراب شديد (49) وسألت نفسها ما معنى هذا السلام (50). 30 فقال لها الملاك: " لا تخافي يا مريم، فقد نلت حظوة عند الله. 31 فستحملين وتلدين ابنا فسميه يسوع (51). 32 سيكون عظيما (52) وابن العلي يدعى (53)، ويوليه الرب الإله عرش أبيه داود، 33 ويملك على بيت يعقوب أبد الدهر (54)، ولن يكون لملكه نهاية ". 34 فقالت مريم للملاك (55): " كيف

(43) " الناصرة " غير معروفة في العهد القديم، وهي قرية لا شأن لها (راجع يو 1 / 46). يسميها لوقا " مدينة "، كسائر قرى بيت لحم (2 / 4) وكفرناحوم (4 / 31) ونائين (7 / 11).
(44) تعني الكلمة اليونانية كل فتاة عذراء. يشير لوقا منذ البداية إلى بتولية مريم، فيدفع كل التباس عن زواجها (راجع الحاشية التالية) ويمهد لرواية الحبل العجائبي بيسوع (راجع 1 / 34 +).
(45) كانت مريم " مزوجة " شرعا ليوسف (راجع استعمال اللفظ نفسه في 2 / 5)، لكن المساكنة لم تتم (راجع 1 / 34 +)، إذ كانت العادة اليهودية تنص عن مهلة قبل أن تزف العروس إلى بيت عريسها (راجع متى 25 / 1 - 13).
(46) في سياق الكلام هذا، لا تدل صيغة الأمر على السلام المبتذل المعروف في العالم اليوناني. فقد تكون صدى لإنباء بنت صهيون بالخلاص (صف 3 / 14 وزك 9 / 9)، وعبارة عن البشرى (راجع 1 / 4 +).
(47) الترجمة اللفظية: " يا من نالت حظوة ". يظهر هذا اللفظ بمظهر اسم أطلق على مريم. لا يرد في الكتاب المقدس إلا في سي 18 / 17 واف 1 / 6. وهو أشبه بكلمة " نعمة " التي تدل أولا، في العهد القديم اليوناني، على حظوة الملك (1 صم 16 / 22 و 2 صم 14 / 22 و 16 / 4 و 1 مل 11 / 19 واس 2 / 17 و 5 / 8 و 7 / 3 و 8 / 5..)، ثم على حب الحبيب (نش 8 / 10 واس 2 / 17 و 5 / 8 و 7 / 3 و 8 / 5) (راجع الآية 30).
(48) كثيرا ما ترد هذه الكلمات في روايات الدعوة (خر 3 / 12 وقض 6 / 12 وار 1 / 8 و 19 و 15 / 20 وراجع تك 26 / 24 و 28 / 15).
(49) الفعل هنا أشد من الفعل المستعمل في الكلام على زكريا في 1 / 12، لأن سلام الملاك يشعر مريم بدعوتها الفريدة.
(50) لا يذكر لوقا أن مريم استولى عليها الخوف، كما جرى لزكريا في 1 / 12، لكنه يرينا إياها مفكرة في بلاغ الملاك (راجع 1 / 34 و 2 / 19). وهي تحاول النفاذ إلى سر هذا الوحي غير المنتظر.
(51) يورد الملاك الأقوال النبوية المتعلقة بالولادات والواردة في العهد القديم، كما جاء في 1 / 13. وأقرب هذه النصوص هو اش 7 / 14 (راجع متى 1 / 23). لا يفسر هنا اسم " يسوع " كما فسر في متى 1 / 21 (" الله يخلص ")، لكن يسوع سيسمى مخلصا في 2 / 11 (راجع 1 / 69 و 71 / 77 و 2 / 30 و 3 / 6).
(52) يختلف يسوع عن يوحنا المعمدان (1 / 15)، لأنه " عظيم " على الإطلاق.
(53) يختلف الأمر هنا عما ورد في 1 / 35، فإن لقب " ابن " (الله) هو النعت التقليدي المطلق على الملك ابن داود (2 صم 7 / 14 ومز 2 / 7 و 89 / 27). وأما اسم " العلي "، المألوف في الكلام على الله في الأدب اليوناني وفي العهد القديم، فلا يستعمل في العهد الجديد إلا عند لوقا (لو 1 / 35 و 76 و 6 / 35 و 8 / 28 ورسل 7 / 48 و 16 / 17) وفي مر 5 / 7 وعب 7 / 1.
(54) في 2 / 32 تخط لحدود هذه المشيحية القومية.
(55) مريم تطرح سؤالا كما فعل زكريا في 1 / 18.
ولكن سؤال زكريا كان يدل على عدم إيمانه (الآية 20)، في حين أن الملاك يقبل سؤال مريم على أنه مستوحى من إيمان يريد توضيحا (الآيتان 35 - 36 وراجع الآية 45). وهذا السؤال يأتي في الرواية مدخلا إلى وحي أعمق لسر يسوع (الآية 35).
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة