الكتاب المقدس - مجمع الكنائس الشرقية - الصفحة ١٨١
وتمهد لهذه الرحلة جملة فخمة توجه مسيرة يسوع إلى الحدث الفصحي الذي يتم قريبا (9 / 51).
فالمعلم يسلك طريق أورشليم المدينة المقدسة حيث يتم الخلاص. يرد اسم المدينة مرتين أيضا (13 / 22 و 17 / 11)، وهذا أمر يمكننا من تحديد ثلاثة أجزاء في هذا القسم، ولكن هذا التقطيع شكلي محض لأن هذه الأجزاء الثلاثة لا تربط بينها أية صلة جغرافية ولا تقدم في التعليم. والرحلة لا تخضع لتخطيط مكاني (يبدو أن 10 و 13 - 15 و 13 / 31 - 33 تجري في الجليل، في حين أن 13 / 34 - 35 تفترض أن يسوع سبق له أن بشر في أورشليم)، فالرحلة ليست سوى إطار اصطناعي مكن لوقا من تجميع مواده ووضعها في ضوء ما تم في الفصح.
وفي هذا القسم كله يرجح كلام يسوع على المعجزات وترجح العظة على عرض سر المسيح (إلا في 10 / 21 - 24 و 12 / 49 - 50 و 18 / 31 - 33 و 19 / 12 - 15). فالمعلم يوجه كلامه إلى إسرائيل، ومجابهته للفريسيين وعلماء الشريعة شديدة (11 / 37 - 52). يدعو شعبه إلى التوبة (12 / 51 - 13 / 9) ويواجه رفضه (13 / 23 - 35 و 14 / 16 - 24). يتوجه إلى التلاميذ على وجه خاص محددا رسالتهم (9 / 52 - 10 / 20) وداعيا إياهم إلى الصلاة (11 / 1 - 13) والزهد في النفس (12 / 22 و 34 و 51 - 53 و 14 / 26 - 33 و 16 / 1 - 13). وينظر في هذه التعاليم التي تلقى إلى التلاميذ إلى حالة لن يكون فيها يسوع بينهم، وذلك ما يناسب فكرة الرحلة التي يقتضيها " رفع " يسوع (9 / 51). فقد أتت الساعة وفيها يجب عليهم أن يلتمسوا الروح القدس (11 / 13) ويعترفوا بمعلمهم أمام الناس (12 / 35 - 40 و 17 / 22 - 18 / 8 و 19 / 11 - 27) ويهتموا بإخوتهم في الجماعات (12 / 41 - 48).
وفي 18 / 15 تلتقي رواية لوقا برواية متى (19 / 13) ومرقس (10 / 13). ولكنها تضيف في الخاتمة رواية خلاص زكا ولا سيما الأمناء (19 / 1 - 10 و 11 - 27). ويعد هذا المثل في تدوين لوقا المجابهة المفجعة بين أورشليم والملك الذي رفضت الاعتراف به.
4) القسم الثالث من رسالة يسوع (19 / 29 - 24 / 53) يروي حصول الخلاص في أورشليم ويجعل من المدينة ممثلة لإسرائيل تجاه يسوع في مأساة الصليب. ويشدد لوقا على ذلك تشديدا قويا في المشهد الأول لدخول يسوع (19 / 29 - 48). فالمعلم يتقدم كالملك (19 / 35 - 38) ويبكي على المدينة التي رفضت مجيئه الملوكي (19 / 41 - 44)، ويكشف عن سلطته في الهيكل بطرده الباعة منه وبتعليمه كل يوم فيه (19 / 45 - 48).
- إن ظهور يسوع في أورشليم يتضمن الأجزاء الثلاثة التي في متى ومرقس. ولكن لوقا يدخل فيها بعض فوارق ينفرد بها.
وينتهي التعليم في الهيكل (20 - 21) بالاعلان عن دينونة أورشليم وعن مجئ ابن الإنسان. وقد وجه لوقا هذه الإعلانات إلى شعب إسرائيل كله.
وسياق رواية الآلام (22 - 23) هو كسياقها في سائر الأناجيل. ولكن رواية العشاء السري تليها تعاليم للاثني عشر في عملهم كخدام وفي عظمتهم في الملكوت الآتي وفي حالتهم الجديدة بعد ذهاب المعلم (22 / 24 - 38). إن العذابات التي يعانيها يسوع تبرز بره وقيمة شهادته المثالية. ففي مذلة
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة