يسلك المتكلف هذا الطريق في الفرار عن إلزام إظهار الحق.
قلنا: لو أن المتكلف يلتفت إلى هذا التخلص لما تشبث به لأنه يبين عليه ما يكابر في ستره، وهل كيف يسمح بأن ينبه على مثل هذا الاختلاف الباهظ بين العبرانية والسبعينية مع أنه يقول تارة أن الأصل العبراني هو المعول عليه " يه 4 ج ص 16 ".
ويحامي عن دعوى تواتره في كثير من كتابه وتارة ينوه بالترجمة السبعينية ويجعلها هي المعتمد لليهود والمسيح والرسل ويجعل تواريخها شاهدة لتواتر التوراة " يه 4 ج ص 90 - 92 ".
فإن قلت: وأيضا يصادمه ما في الثالث والعشرين من الأيام الأول 1 و 2 فإن فيه أن " داود " لما شاخ وملك ابنه " سليمان " عد اللاويين للمناظرة على بيت الله من ابن ثلاثين سنة " قلت " لا يتوقف المتكلف لأجل ذلك ولو تعلق له غرض بتقديم السبعينية هاهنا لقال غير مبال إن " داود " أخطأ وخالف الشريعة فعاقبه المولى، بل لا بد له أن يقول ذلك فإنه قال فيما تقدم من كلامه إن توظيف ابن الثلاثين في زمان موسى كان لقرب ارتحال بني إسرائيل وحاجة نقل الخيمة إلى رجال أقوياء فربنا وضع كل شئ في محله، وإن عد " داود " من ابن الثلاثين سنة كان في زمان الاستراحة وعدم الحاجة إلى نقل المسكن فهو في غير محله، وربنا وضع كل شئ في محله.
4 - حزقيال وتكليفه في العهد القديم إن الله جل شأنه أمر نبيه " حزقيال " بأن يأكل كعكا من خبز الشعير يخبزه أمام عيون بني إسرائيل على الخرء الذي يخرج من الإنسان لأنه هكذا يأكل بنو إسرائيل خبزهم النجس بين الأمم، فاستغاث " حزقيال " إلى الله فرفع عنه هذا الحكم وبدله بغيره وقال له انظر قد جعلت لك خثى البقر بدل خرء الإنسان " حز 4: 12 - 16 ".
أجاب المتكلف " يه 4 ج ص 191 " بعد أن ذكر نبوة " حزقيال " بضيق بني إسرائيل " حز 4: 17 " فقال فالنبي استغاث الله فأجاب صلواته وحقق طلبته،