الفصل السابع في رسالة موسى وما قيل في شأنه أما رسالته في القرآن الكريم فغنية عن البيان، ويكفي مما يدل على بعثته ورسالته وكتابه ومعجزاته ودعوته ما اقتصه الله جل شأنه في سورة الأعراف 101 - 155 - ولا حاجة إلى بيان رسالته من العهدين فإنها العنوان والأساس لهما.
وأما ما قيل في شأنه فقد قال الله جل اسمه في شأنه في سورة القصص 14 (ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين 15 قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم).
فقال المتكلف " يه 1 ج ص 41 " فقتل القبطي مع أنه لم يكن ذلك مباحا له ولم يكن قتله على سبيل الخطأ بل كان قتل عمد وعدوان لقوله هذا من عمل الشيطان. وقوله: (رب إني ظلمت نفسي) وقوله في سورة الشعراء 19:
(فعلتها إذا وأنا من الضالين).
أقول: لا يخفى إن بني إسرائيل حينئذ كانوا مؤمنين بالله موحدين له يعرفونه باسمه المقدس (اهيه الذي اهيه. ويهوه إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب) وهم شعب الله " انظر إلى ثالث الخروج " وأبناء الله أي أولياءه " خر 4: 23 "