وتسعين ميلادية لم تذكر - كما هو المعتاد - مطبعته ولا محلها ولا صاحبها عنوانه أنه تعريب هاشم العربي نزيل بلاد الإفرنج حالا عن اللغة الانكليزية لمقالة في الإسلام لرجل ترجمه المعرب بأنه جرجيس صال الإنكليزي مولدا ومنشأ المولود في أواخر القرن السابع عشر، وقد ألحق المعرب هذه المقالة بتذييل مستقل في آخرها وتذييلات متفرقات في أثنائها.
ثم وقفت على كتاب آخر استعير له اسم الهداية قد تكلف فيه الرد على كتابي إظهار الحق والسيف الحميدي فوجدت الكتابين الأولين على طريقة ينكرها شرع التحقيق في البحث والأدب في الكلام والأمانة في البيان ولا يرتضيها خدام المعارف المحافظون على فضلهم ورواج بضاعتهم المتحذرون من وبال الانتقاد ووصمة ظهور الزيف والزيغ، وقد أحببت أن أشير إلى بعض ما فيهما مما حاد عن الأمانة أو تاه في الغفلة خدمة مني للمعارف وإحقاقا للحق وانتقادا للزيف ليثنى من يريد الكتابة من جماع تعصبه، ويأخذ في مزال الأقدام وعثرات الأقلام بيد قلمه، وقد آثرت أن أجعل ذلك في خلال ما هو الأمثل بنا، بل الواجب علينا من الإرشاد إلى سبيل الهدى ودين الحق وخالص الإيمان وحقيقة العرفان، دين الإسلام المتكفل بأعدل النظام، وأحسن التمدن وأكمل التهذيب لعامة البشر، وقربهم من الله وسعادتهم في الدنيا والآخرة.
وقد رتبت كتابنا هذا على مقدمات ومقاصد وخاتمة.
" تنبيه " الظاهر أن مصنف المقالة السابق ذكرها هو الذي سماه الدكتور سعادة في مقدمته على معرب إنجيل برنابا بالمستشرق سايل، وأن هذه المقالة هي الكتابات التي ذكر أنه نشرها وسماها بالمباحث التمهيدية، وهو الذي سماه صاحب إظهار الحق بالقسيس سيل، ونقل عن مقدمته لترجمة القرآن ثلاث جمل متفرقة تكشف عن ملائمة طريقته في البحث وحسن الأدب والإنصاف على خلاف ما قد يوجد في أثناء هذه المقالة، فأظن أن جملة مما تجاوز في هذه المقالة عن حد البحث إلى سوء الأدب إنما هو من تصرف التعريب، أو أنه كان من هفوات الجهل قبل أن يأخذ من المعارف بعض حظه. وتعريب المقالة المذكور يشتمل على ثلاثمائة وإحدى وعشرين صحيفة وقد سميت صاحبها عند التعرض