الفصل الثالث عشر في نبوة ارميا وما ذكر في شأنه أما نبوته ففي صريح السادس والثلاثين من الأيام الثاني 12 وثامن متى 17 وفي هذا المقدار كفاية لأهل الكتاب.
وأما ما ذكر في شأنه ففي العهدين في رابع كتابه المسمى ارميا عن قوله 10 فقلت آه يا سيد الرب حقا إنك خداعا خادعت هذا الشعب وأورشليم قائلا يكون سلام وقد بلغ السيف النفس.
أقول: وليت شعري ماذا يقول المتكلف في هذا المقام؟ أيقول إن الله جل شأنه متصف بهذا تعالى عن ذلك علوا كبيرا؟ أم يقولون إن هذا النبي الموحى إليه بكثير من الغيب والمرسل لموعظة بني إسرائيل وإرشادهم لا معرفة بالله ولم يسمع عن التوراة أقلا قولها إن الله ليس إنسانا فيكذب " عد 23:
19 ".
وفي خامس عشر صموئيل الأول 29 ونصيح إسرائيل لا يكذب أم يقولون إن هذا النبي شاء أن يسب الله ويصفه بالكذب والخداع لينكشف للناس علم الله وغناه وحكمته في إرساله، ولا أقل من أن يكون هذا الكلام المعدود من الإلهام كذبا في تبليغ الناس وإرشادهم إلى العارف الحقة إذ نسب هذه الصفة إلى الله تعالى، أم يقولون إن هذا الكلام وما يجري مجراه مكذوب على الأنبياء مدسوس في كتب الوحي من تصرف الضلال أو من عبث الجهل، فليعتبر ذو الرشد.