الفصل الخامس في نبوة يعقوب وما قيل في شأنه أما نبوته فيكفي فيها من القرآن الكريم النص عليها مع نبوة أبيه إسحاق كما تقدم في أول الفصل السابق.
وفي الخامس والثلاثين من التكوين " 1 " قال الله ليعقوب " 9 ": وظهر الله ليعقوب " 10 " وسماه إسرائيل " 11 " وقال له: وكذلك " تك 28: 13 ".
وأما ما ذكر في شأنه ففي السابع والعشرين من التكوين ما ملخصه أن إسحاق أمر عيسى ابنه البكر أن يذهب إلى البرية ويتصيد له صيدا ويصنع له أطعمة كما يجب ليباركه قبل أن يموت، فلما ذهب قام يعقوب بمشورة أمه رفقة وأخذ من الغنم جديي معز وصنع لأبيه طعاما ولبس ثياب عيسى الفاخرة وألبس يديه وملاسة عنقه جلود جديي المعز ليزور على أبيه إن رقبته ويديه مشعرة على ما كانت عليه رقبة عيسى ويداه وتقدم لأبيه وقال كذبا: أنا عيسو بكرك قد فعلت كما كلمتني قم اجلس وكل من صيدي لكي تباركني نفسك، وأحضر له خمرا فشرب وقال إسحاق: هل أنت هو ابني عيسو؟ فقال يعقوب أنا هو فباركه إسحاق، ومن جملة البركة أن دعا له بكثرة الحنطة والخمر فاستعمل يعقوب بمقتضى التوراة الرائجة هذا الخداع والتزوير وكذب على أبيه أكثر من أربع مرات حتى أوقعه مع كبر سنه وذهاب بصره في أذى الارتعاد العظيم جدا حيث علم بالخديعة " تك 27: 33 ".