الذي لم يسمح لنفسه ببقاء صفة جميلة لها إني أقول كما قلت في أول مبحث النسخ إن النسخ لا يطرأ على القصص، وكل من يميز الكلام يعرف أن مرادي هو أن القصة من حيث أنها قصة وحكاية لا تكون ناسخة ولا منسوخة، لأن النسخ إنما هو في الأحكام الإلهية، وأني لم أقل إن ذات قصة التوراة ناسخة أو منسوخة بل قلت ما لا يخفى حتى على الأغبياء.
إن قصة التوراة نقلت إن الله أمر إبراهيم بذبح ابنه محرقة ثم رفع هذا الحكم وبدله ونسخه قبل العمل، فقل أيجوز رفع الحكم الأول وتبديله لكونه محدودا بمصلحة الامتحان لكي نقول لك إذا فكل حكم محدود بمصلحته فإذا انتهى حده يبدله الله ويجعل مكانه ما تقتضيه المصلحة الأخرى وهذا هو النسخ أم تقول إنه لا يجوز رفع الحكم الأول وإن كان محدودا بمصلحة الامتحان والتوراة كاذبة أو غالطة في نقلها لذلك، فإنه لو كان الأول بلا عيب لما طلب موضع لثان " عب 8: 7 ".
وأعلم أن خبيث القول وبذي اللسان لينقصان من فضيلة الصواب وحسن الفطنة، فكيف بهما إذا تعقبا شطط الباطل وخبط الجهل، وكم وكم أوصى العهد الجديد بالسلام والوداعة، والطهارة، احشفا وسوء كيله، كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.
3 - عمر اللاوي الموظف للمسكن ذكرت التوراة العبرانية في رابع العدد " 3 - 47 " في سبعة موارد حكم الله بأن اللاوي الموظف لخدمة المسكن يكون من ابن ثلاثين سنة إلى خمسين وذكرت أيضا في ثامن العدد " 24 و 25 " حكم الله بأن الموظف المذكور يكون من ابن خمس وعشرين سنة إلى خمسين، فأحد الحكمين تبدل إلى الآخر لا محالة، فإن كان بعد العمل بالأول فهو النسخ بالاصطلاح الغالب. وإن كان قبل العمل فهو نسخ أيضا باصطلاح إظهار الحق وجماعة. وعلى كل حال فإن الجهات التي يتشبثون بها لامتناع النسخ جارية في هذا سواء سميناه نسخا أو لم نسمه.
قال المتكلف " يه 4 ج 191 و 192 " كان اللاوين في عصر موسى