الفصل الرابع في ذكر إسحق وما جاء في شأنه أما نبوته فيكفي فيها من القرآن الكريم قوله تعالى في سورة مريم 50 (ووهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا)، وفي سورة النساء 161:
(وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب).
وفي السادس والعشرين من التكوين " 2 و 24 " أن إسحاق ظهر له الله وكلمه بما كلمه.
وأما ما ذكر في شأنه ففي السادس والعشرين من التكوين " 7 " أنه قال عن امرأته أنها أخته وهو خلاف الواقع لأنها بنت ابن عمه بتوئيل ابن ناحور من ملكه بنت هاران " تك 11: 29 و 25: 20 " وكان هذا القول منه مخافة من القتل فيمكن أن يكن جائزا لضرورة الوقت.
ولا يمكن أن يكون كذبا على الوحي لما ذكرناه من عصمة النبي، وعلى هذا فلا وجه للوقيعة بقدس إسحاق لأجل هذا لإمكان أن يكون مباحا لضرورة الوقت، ولماذا لا يكون ذلك في أقل الأمر احتمالا مانعا لأهل الكتاب عن الإقدام على قداسة الأنبياء الصالحين، أفلا ترى ما نقله في إظهار الحق عن القسيس وليم اسمت من علماء بروتستنت في كتابه المسمى بطريق الأولياء وكيف قد أطال لسانه على إبراهيم وإسحاق من أجل ما نقل عنهما من قولهما عن امرأتيهما أنهما أختاهما.