الفصل الثالث في عصمته وأول ما يلزم في تحصيل هذه الغاية الشريفة والغرض الحميد وحصول هذا اللطف والرحمة أمران:
" أحدهما " كون الرسول معصوما في التبليغ غير متهم فيه، مع فرض رسالته.
" وثانيهما " كونه معصوما عن الذنوب وارتكاب القبائح التي هي ضد لما يدعو إليه من شريعة الهدى والصلاح.
" أما الأمر الأول " فقد اتفق عليه أهل الملل القائلون بالنبوة والرسالة لوجه أوضحته لهم بداهة عقولهم، وليس حقيقته إلا تحصيل الغرض من الرسالة وقبح نقضه بإرسال الكاذب والمخطئ في التبليغ.
" وأما الأمر الثاني " فحقيقة وجهه وحجته عين الوجه الأول وحجته وأن خالف فيه اليهود والنصارى فإنه يقبح ويمتنع من الله القادر القدوس الغني العليم الحكيم أن يجعل رحمته ولطفه في طريق يمنع عن فائدتهما ويصد عن منفعتهما، مع إمكان أن يجعلهما في طريق لا يمنع عن حصول الغرض والفائدة ولا مفسدة فيه، بل هو الناجح في تحصيل الغرض، ولبيان ذلك وجوه:
" الأول " إن إرسال النبي الذي يصدر منه الذنب والقبيح، ومخالفة