في المقدمة الثامنة في الفصل الرابع.
" الوجه الخامس " هو أنه يوجد من نتائج الجميع بين مضامين العهدين موانع كثيرة من نبوة المسيح ورسالته وقداسته، بل يلزم منهما شرك موسى وهارون وداود وأساف وسليمان والمسيح، وكفر ارميا واستحقاق هؤلاء للقتل، كما سيمر عليك في محاله إن شاء الله، وأنهم لمقدسون عن مثل ذلك وكل ما يشين.
" الوجه السادس " إنا قد وجدنا التبديل الصريح والتصرف الواضح في العهدين في التراجم والمطابع وهو لا يعدو القسيسين ورؤساء الدين، فمن جملة ذلك أن في النسخة العبرانية في الثامنة من رابع التكوين ما تعريبه الحرفي وقال قايين لهابيل أخيه ولما صارا في الحقل قام قايين على هابيل أخيه فقتله.
وكثير من المترجمين لما رأى أن جملة وقال قايين لهابيل أخيه: جملة فارغة عن المعنى ناقصة الفائدة لأجل احتياج القول إلى المقول ترجموها في مطابعهم هكذا.
وكلم قايين هابيل أخاه فبدلوا القول بالتكلم لأجل ما يترائى في التكليم من الفائدة وجروا على هذا التبديل في أكثر ما رأينا من التراجم الفارسية وغيرها مع إن الأصل العبراني هكذا:
ويأمر فأين ال هبل احيو وقال قايين لهابيل أخيه ولو كان الأصل وكلم لقيل " ويدبر ". وبعضهم كصاحب الترجمة المطبوعة سنة 1811 م لما رأى التباين الكلي في اللغة العبرانية بين لفظ ما تعريبه " وقال ": ولفظ ما تعريبه " وكلم " حاول أن يتستر في تصرفه فذكر هكذا وقاول قايين هابيل أخاه.
وبعضهم لما وجد النسخة السامرية واليونانية تامة الكلام والفائدة لا سقط فيها كما في العبرانية جعل ترجمة للعبرانية على طبقهما تصرفا وتقولا على العبرانية فذكر في الترجمة وقال قاين لهابيل أخيه تعال نخرج إلى الحقل. نقله في إظهار الحق عن التراجم القديمة والعربية المطبوعة سنة 1831 و 1848 م بعضهم زاد