في التاريخ لما تحير المتقدمون في هذا المشكل ولكنها خيال تخيله بعد ما كتب أن بنوة يوسف لهالي باعتبار اقترانه بابنته الوحيدة مريم.
ويدل على ذلك أن إظهار الحق رد هذه السفسطات بقوله: إن هذا التوجيه لا يصح إلا إذا ثبت من التواريخ المعتبرة أن مريم بنت هالي إنتهى.
والمتكلف لم يقدر أن يتشبث في قبال هذا بشئ من التواريخ بل ألجأته الضرورة إلى قوله " ص 213 " قد أقمنا البراهين القوية على أنها بنت هالي.
قلت: ولم يأت بشئ سوى دعواه أن اصطلاح اليهود أن ينسبوا قرين البنت الوحيدة إلى والدها، ثم ناقض هذه الدعوى وجعل هذا من اصطلاح اليونان.
وأن الطريقة المشهورة عند اليهود في النسب خلافه وهي رعاية الولادة الحقيقية ولذا جرى عليها متى لأنه كتب إنجيله لليهود، وهب أن ما ذكره اصطلاح لليهود فمن أين يثبت أن والد مريم اسمه هالي وأن مريم كانت بنته الوحيدة وأن لوقا نسب يوسف إلى هالي بهذا الاعتبار، وأن مثل المتكلف في هذه البراهين القوية كمثل بعض المغفلين حيث قال لزوجته ليلى: إن في دارنا سارقا فقالت له: من أين علمت ذلك؟ فقال: إن الناس يقولون إن السارق إذا دخل الدار لا يحسون به وأنا الآن لا أحس بشئ، بل لم يقل هذا المغفل أن السارق اسمه فلان وله بنت وحيدة اسمها فلانة وقد اقترن بها فلان فنسبه فلان الآخر إلى والدها ولم يقل إن هذه المزاعم مما تقدمت بها الدنيا كاكتشاف التلغراف، والفونغراف، والماكينات البديعة والهيئة الجديدة، ومما يشبه من أقوال المتكلف هذا النحو أن إظهار الحق نقل عن إنجيل يعقوب الذي لا يقصر عن كونه تاريخا قديما من الفروق الأولى، أنه صرح أن أبوي مريم " يهوياقيم وعانا ".
فقال المتكلف مما تقدمت به الدنيا " ص 213 " على أنه إذا روت التواريخ أن مريم كانت ابنة اليوقيم أو الياقيم فهما مشتقان من هالي أو " إلى " فإن الياقيم مركبة من اليا وكلمة قيم.